بدأت أمس (السبت)، حالة الإضراب في المدن الإيرانية، جراء انهيار العملة المحلية وتراجع حركة التجارة، حيث شهدت طهران وأصفهان ونجف آباد وكردستان وكرمنشاه احتجاجات شعبية واسعة، بينما جاءت أشد تلك الاحتجاجات في مدينة جوانمرد بمحافظة كرمنشاه الكردية، إذ قمعت قوات الأمن المتظاهرين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى مقبرة لإحياء ذكرى مرور 40 يوماً على مقتل 7 من المتظاهرين في الاحتجاجات الأخيرة. وأكدت منظمة حقوق الإنسان الكردية، أنه نتيجة لقمع السلطات وإطلاق النار من قبل عناصر الحرس الثوري الذين قطعوا الطريق على المشاركين في مراسم إحياء هذه المناسبة، قتل متظاهر شاب يدعى برهان إلياسي (22 عاماً)، مبينة أن سبعة من المتظاهرين أصيبوا بجروح بينهم طفل (13 عاماً). وأظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون ومنصات إخبارية المتظاهرون، وهم يحاولون الوصول إلى مقبرة ضحايا الاحتجاجات الأخيرة، لكن قوات الأمن حاصرتهم ومنعتهم من الوصول، فيما هاجمت قوات الأمن الإيراني المتظاهرين في سوق بالعاصمة طهران، واعتقلت عدداً منهم وذلك وفق ما نشر موقع إيران إنترناشيونال. وتقول عضوة لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية معصومة احتشام ل"البلاد"، إن الانتفاضة المستمرة في إيران تسعى لمواجهة استبداد وظلم نظام الملالي الاستبدادي، مشيرة إلى أنه تم الإعلان عن استراتيجية المقاومة الإيرانية للإطاحة بالنظام منذ فترة طويلة، وقد اجتازت اختبارها الميداني، وتتجه نحو هدف الإطاحة بالنظام، منوهة إلى أن المقاومة لا تتركز في مدينة واحدة، لتشتيت القوى القمعية ورفع صعوبة تعاملها مع الطاقات المتفجرة للانتفاضة. وشددت على أن الإدانات الدولية للقمع لا تكفي، إنما ينتظرون اتخاذ إجراءات فعالة وعملية ضد النظام الحاكم لإيران لانتهاكه حقوق الإنسان، مطالبة المجتمع الدولي بالاعتراف بحق الشعب الإيراني في الدفاع عن نفسه وكفاحه لإسقاط النظام، الذي أعدم الشباب بشكل غير عادل لإثارة الرعب بين الناس المتظاهرين، لافتة إلى أن خامنئي في طريق مسدود، لأن أنظمته فشلت في قمع الاحتجاجات. وأضافت: خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لقي ما لا يقل عن 61 امرأة و 70 طفلاً مصرعهم خلال الانتفاضة في انتهاك مستمر للمواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية، مؤكدة أن هذا غير شرعي، ولا يمثل الشعب الإيراني.