تعد المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية في مختلف دول العالم ، حيث دأبت على مد يد العون والمساعدة الإنسانية للدول العربية والإسلامية والصديقة، للإسهام في التخفيف من معاناتها، جراء الكوارث الطبيعية، أو من الحروب، حتى سجلت أولوية بمبادراتها المستمرة في المساعدات والأعمال الإنسانية على مستوى العالم، بحسب التقارير الصادرة من منظماتٍ عالمية مهتمة بهذا الصدد. وبحكم مكانة المملكة الإسلامية فقد كانت خدمة الإسلام والمسلمين في جميع أقطار العالم في أعلى درجات سلم أولوياتها، وبذلت بسخاء جميع أنواع الدعم الذي استفادت منه جميع الدول العربية والإسلامية، وقامت بإنشاء المساجد ودور العلم، وتزويدها بملايين النسخ من المصحف الشريف، والمراجع ذات العلاقة بتبصير المسلم بأمور دينه ودنياه، بما يضمن عيشه بسلام وفعالية لمجتمعه. وبمناسبة اليوم العالمي للتضامن الإنساني أكد عدد من المختصين أن المملكة تقدم العطاء الإنساني وتمد أياديها البيضاء للمحتاجين حول العالم بلا منة ولا رياء . وفي هذا السياق ثمن أيمن نصري، رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان بجنيف جهود المملكة العربية السعودية المتواصلة لدعم وتعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في الدول الأكثر فقراً والأكثر احتياجاً، والتي تتم من خلال تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية والتنموية عن طريق الهيئات التي أطلقتها المملكة خصيصاً لهذا الشأن وعلى رأسها مركز الملك سلمان للإغاثة الذي قدم مساعدات لأكثر من 86 دولة استفاد منها ملايين الأشخاص منذ إنشائه في عام 2015م تتعاون فيها مع شركاء إقليمين ودوليين على رأسهم البرامج والهيئات التابعة للأمم المتحدة . لافتاً النظر إلى أن المملكة سعت من خلال هذا التعاون إلى تقديم الدعم لتنفيذ مشروعات في مجال الأمن الغذائي والصحة والبيئة والغذاء وإيواء اللاجئين والخدمات اللوجستية. محاربة الفقر وفي هذا السياق أشاد البروفيسور أوبيرا تشينيدو أوكافور الخبير المستقل المعني بحقوق الإنسان والتضامن الدولي التابع للأمم المتحدة بالدور الكبير الذي تلعبه السعودية في محاربة الفقر والبطالة من خلال العمل على إنشاء بيئة مواتية للقضاء على العقبات والعوامل التي تولد الفقر وعدم المساواة وأيضاً حرص المملكة على المشاركة والتوقيع على الاتفاقيات التي من شأنها تعزيز الحقوق الأساسية للشعوب وعلى رأسها الحق في الحياة والحق في العلاج والحق في التعليم والحق في الحصول على مياه شرب نظيفة وتعزيز الأمن الاقتصادي. مبيّناً أن رؤية المملكة 2030 ساهمت في دعم وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة ال 17 التي أطلقتها الأممالمتحدة وأدرجتها السعودية في رؤيتها لتعمل بالتوازي مع مجهودات الأممالمتحدة لمحاربة الفقر وتوفير الموارد الاقتصادية ووضع رؤية لنمو اقتصادي مستدام وشامل ومنصف يستوعب كل الدول الفقيرة يشارك فيه الجميع دون أي اعتبارات سياسية أو عرقية أو طائفية من أجل عالم خالٍ من الفقر والبطالة يتمتع بكافة حقوق الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية. تضامن لا محدود في السياق ذاته، تشير سماء الرئيس نائب رئيس تجمع الوحدة الوطنية في البحرين ورئيس جمعية المرصد لحقوق الإنسان سابقاً إلى أن المملكة العربية السعودية ظلت تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين رائدة في العمل الإنساني والتضامن اللامحدود مع الدول العربية والإسلامية بل كافة الشعوب التي تواجه ظروفاً إنسانية على مستوى العالم، وذلك تحت مظلة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يمثل مظلة واسعة وهائلة في إمكانياتها لكافة الأعمال الإنسانية والإغاثية الخارجية، ومن خلال تلك الأعمال ثبت للعالم أجمع أن خير المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيها لم يكن مقتصراً على أبنائها فقط، وإنما عمت معظم أرجاء العالم، وهذا هو أبرز نموذج للتضامن الإنساني. مبيّنةً أن كل الشعوب التي عانت من ويلات الحروب والصراعات والكوارث تشهد على تلك الأعمال الإنسانية العظيمة والدور الإنساني المتفرد للمملكة العربية السعودية وبخصوص رفع الوعي بأهمية التضامن الإنساني قالت: نحن ندرك أن هناك مرتكزات أساسية تؤكد عليها المملكة العربية السعودية في نهجها الإغاثي والتضامني وهي موجودة في ديباجة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بأن منهج العمل الإنساني الذي تنتهجه المملكة هو مد يد العون للمحتاجين في العالم وتقديم المساعدات لهم بعيداً عن أي دوافع غير إنسانية والتنسيق والتشاور مع المنظمات والهيئات العالمية الموثوقة وتطبيق جميع المعايير الدولية المتبعة في البرامج الإغاثية. مشاريع خيرية من جانبه يشير الدكتور راهب صالح مدير مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الإنسان بجنيف إلى أن سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- من أبرز الداعمين للمشاريع الخيرية، وصاحب فكرة العديد من الهيئات ذات الطابع الإنساني والخيري والإغاثي. لافتاً النظر إلى سعي المملكة لدعم الفعاليات الشبابية سواء كانت في مجال الابتكار أو ريادة الأعمال أو جودة الحياة في تشجيع المجتمعات لتبني المبادرات الخاصة لمعالجة الفقر ووضع الأسس لمعالجة الفقر الذي يمكن أن يهدد الاستقرار الاجتماعي، وبالتالي انعكس ذلك على الشباب الذين بات معظمهم يعي معنى الاستدامة، بل ويبتكرون ما يحققها. وأضاف أن المملكة العربية السعودية هي من الدول السباقة في سرعة الاستجابة ومد يد العون للشعوب في جميع أنحاء العالم، وأن المملكة من أكثر الدول المانحة على مستوى العالم، حيث بلغ إجمالي المساعدات الإنسانية المختلفة التي قدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية للدول الفقيرة ما يزيد عن اثنين مليار و 900 مليون دولار، وذلك لدعم المشروعات المتعلقة بالأمن الغذائي والمياه والإصحاح البيئي والتغذية والصحة والإيواء والخدمات التعليمية ودعم وتنسيق العمليات الإنسانية وغيرها من الخدمات اللوجستية، وأن إجمالي ما قدمته المملكة من معونات غير مستردة ومساعدات إنمائية ميسرة خلال العقود الثلاثة الماضية بلغ أكثر من 100 مليار دولار.لافتاً إلى دعم المملكة الكبير لمؤسسات ومنظمات أممية ذات برامج متخصصة مثل وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي وصندوق الأممالمتحدة للتنمية الصناعية وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية والصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الأفريقية وصندوق الأممالمتحدة للطفولة وبرنامج الغذاء العالمي تاركةً بصمات الخير والنماء في كل مكان.