انطلاقاً من دورها الإنساني والريادي تجاه المجتمع الدولي، واستشعارًا منها بأهمية هذا الدور المؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان أينما كان ليعيش حياة كريمة، بادرت المملكة في 13 مايو من العام 2015م بتوجيه ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ليكون مركزًا دوليًا مخصصًا للأعمال الإغاثية والإنسانية، وذلك استكمالًا لدور المملكة الإنساني والإغاثي تجاه المجتمع الدولي، رفعًا للمعاناة عن الإنسان في شتّى بقاع العالم. والمركز يتبنّى رؤية واضحة ليكون رائدًا للإغاثة والأعمال الإنسانية وناقلًا لقيمنا السعودية الإسلامية إلى العالم، من خلال رسائل وأهداف استراتيجية تشمل التنظيم والأعمال الإغاثية والإنسانية وعوامل التمكين. "الرياض" التقت مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية شلهوب بن عبدالله الشلهوب وتحدث عن الإنجازات التي حققها المركز منذ تأسيسه. وقال الشلهوب إن للمملكة دور إنساني وريادي تجاه المجتمع الدولي منذ عقود، وأتى المركز ليكمل هذا النهج عبر توحيد الجهود وليكون المظلة الرسمية لهذه المساعدات المقدّمة، وليسهم في وضع المملكة بمكانها الطبيعي في طليعة الدول التي تسهم بمساعداتها الإنسانية في حفظ كرامة الإنسان والوقوف معه لرفع معاناته أينما وُجد بعيدًا عن أي تمييز، والدليل على ذلك أرقام مشروعات ومنجزات المركز تتجدد وتتطور باستمرار ويستفيد منها العديد من الدول، ومن المبهج حقًا أنها منجزات تتحقق بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- ومتابعة من المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة وفريق من الخبرات السعودية، تم استقطابها من مختلف القطاعات والتخصصات، ليصبح العمل الإنساني السعودي منظّماً -للمرة الأولى- وفق معايير احترافية دولية تضاهي أعرق المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية. وأضاف الشلهوب بأن المركز يعتمد في أعماله على ثوابت تنطلق من أهداف إنسانية سامية، ترتكز على تقديم المساعدات للمحتاجين وإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم بآلية رصد دقيقة وطرق نقل متطورة وسريعة، تتم من خلال الاستعانة بمنظمات الأممالمتحدة والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية في الدول المستفيدة ذات الموثوقية العالية. وتسهم المملكة بدور إنساني وإغاثي تجاه المجتمع الدولي، استشعارًا منها بأهمية هذا الجانب المؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان أينما كان، ويقدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الكثير من المساعدات الإنسانية والإغاثية والإنمائية لأكثر من 44 دولة، وذلك بمشاركة الشركاء الدوليين والإقليمين والمحليين في الدول المستفيدة، كما تم تنفيذ العديد من البرامج والمبادرات الإنسانية، لإيصال المساعدات الإغاثية لملايين المستفيدين في جميع أنحاء العالم، فعبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قُدِّمت المساعدات، ودُشِّنت المشروعات التنموية في مختلف أرجاء المعمورة، إذ بلغت حتى نهاية شهر أبريل من العام الحالي 1011 مشروعًا، بقيمة إجمالية بلغت 3439139 دولارًا أميركيًا، نُفّذت بالتعاون مع 142 شريكًا. وعن أهم المشروعات الإنسانية، قال الشلهوب إن مركز الملك سلمان ومنذ إنشائه يبادر بتقديم العون والمساعدة للعديد من الدول المحتاجة أو المنكوبة عبر تنفيذ حزم من المشروعات، في مجالات الصحة، والأمن الغذائي، والتعافي المبكر، والقطاعات المتعددة، والإيواء والمواد غير الغذائية، والمياه والإصحاح البيئي، إلى جانب دعم وتنسيق العمليات الإنسانية، والحماية، والخدمات اللوجستية، والتعليم، والتغذية، والاتصالات في حالات الطوارئ، واستشعارًا للمسؤولية الإنسانية التي يضطلع بها المركز، امتدت أعماله الإنسانية والإغاثية أيضاً عبر المنظمات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الحكومية، لتشمل على سبيل المثال لا الحصر: الروهينغا النازحون داخل ميانمار، واللاجئون منهم في بنغلاديش، وامتدادًا للعطاء الإنساني للسعودية تجاه الأشقاء أسهم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في تخفيف معاناة الشعب السوري جراء الأزمة الإنسانية التي تمر في بلادهم، ويسهم أيضًا في تخفيف وطأة المعاناة والفقر التي يعانيها الإنسان في الصومال، ونفذ في تلك الدول العديد من المشروعات الإغاثية التي كان لها أكبر الأثر على نفوس مواطنيها. وقدّم المركز الدعم الإغاثي والإنساني للعديد من الدول العربية وفي مقدمتها دولة فلسطين حيث قدم لها 352966714 دولارًا من خلال 78 مشروعًا، وكذلك سورية تم تقديم مبلغ 267056577 دولارًا من خلال 191 مشروعًا، وأيضًا الصومال تم تقديم مبلغ 175368935 دولارًا عبر37 مشروعًا متنوعًا نُفَّذت هناك، إلى جانب أن هناك العديد من الدول العربية حظيت بمساعدات إنسانية وإغاثية من المملكة ممثلة بالمركز كالعراق ولبنان وموريتانيا والسودان.كما جرى تقديم الدعم لليمن من خلال 345 مشروعًا بمبلغ 2181930 دولارًا أميركيًا، حيث يأتي اليمن على رأس الدول الأكثر تلقيًا للمساعدات السعودية الإنسانية والتنموية والخيرية منذ نشأة المركز، وقد حظي اليمن بالنصيب الأكبر من دعمه الذي شمل قطاعات الأمن الغذائي والإصحاح البيئي والمياه، ومشروعات مخصصة للمرأة والطفل، فضلًا عن دعم البنك المركزي اليمني واللاجئين ومكافحة وباء الكوليرا وغيرها. وأكد الشلهوب بأن المركز حظي بعدد من الإشادات من قبل المنظمات الدولية والأممية ومن رؤساء ومسؤولي عدد من الدول. توزيع السلال الغذائية الشلهوب مُتحدثاً للزميل راشد السكران مساعدة الفقراء في السودان