تعمل السعودية على الاستفادة القصوى من المميزات الاقتصادية من دول العالم والخبرات الاستثمارية العالمية، وتوثيق علاقاتها الاقتصادية مع الدول التي تشهد ازدهارًا كبيرًا وتطلعًا تنمويًا وحاجة متماثلة في الطلب على النفط العالمي، وكما ترحب السعودية بالمبادرات الاقتصادية التي تحقق نظاما ماليا مرنا وواضحا، والنأي عن العلاقات الضبابية المرتهنة للأزمات والحنق السياسي، وكما تعول السعودية في كثير من عقودها الاقتصادية على موقعها الاستراتيجي الذي يسهل عمليات الشحن لكل قارات العالم خاصة مع توجه الاقتصاد السعودي الى اقتصاد حُر قائم على ترجيح كفة القطاع الخاص وخصخصة كثير من المؤسسات الحكومية، وتعمل السعودية على إيجاد موطئ قدم في التكتلات الاقتصادية المتماشية مع رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود حفظه الله. ومؤخرًا أعلن رئيس جنوب أفريقيا بأن السعودية ابلغته في آخر زيارته لها برغبتها المبدئية الانضمام الى مجموعة بريكس -البرازيلوروسيا والهند والصينوجنوب افريقيا-ما قابله ترحيب من أعضائها البارزين الصينوروسيا، وقد تعد بريكس وجهة اقتصادية جيدة في ظل مخرجاتها من إنشاء بنك تنموي بحصص متساوية بين الأعضاء، ودعم البنى التحتية بما يتجاوز20 مليار دولار، إضافة للاستقلالية في الأنظمة المالية وتعاملاتها من حيث الإيراد والتصدير والدفع وغيرها، وقد أبدت بريكس في اجتماعها الأخير رغبة المجموعة على ضم دول جديدة وتوسيع نطاقها وفق مؤهلات تحددها المجموعة وآلية عمل معينة. وقد عقدت مجموعة بريكس جلسة منفردة على هامش جدول المجموعة تضمنت ممثلين عن الأرجنتين ومصر واندونيسيا ونيجيريا وكازاخستان والسنغال ومن الخليج العربي الإمارات والسعودية، ما يلمح الى أهمية البريكس عالميًا خاصة بعد الأحداث الأخيرة العالمية التي ألقت بضلالها السياسية على التكتلات الاقتصادية الرئيسية كمجموعة العشرين. ولا شك بأن السعودية تقرأ المشهد السياسي والاقتصادي بدقة وحكمة، وتدرس أبعاده على المستقبل البعيد، خاصة أن بعض القوى العالمية تنظر لم تطبع الثقة بالمجموعة إضافة لخوض روسيا حربًا شرسة أثرت على وضعها الاقتصادي والسياسي، فالمراحل المستقبلة تحدد موقف السعودية وفق مصالحها بالانضمام للبريكس من عدمه في ظل قيادة واعية ورؤية متطلعة للأمام.