بدأت اليوم في مركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات بالرياض أعمال الدورة السادسة لمبادرة مستقبل الاستثمار، تحت شعار "الاستثمار في الإنسانية.. تمكين نظام عالمي جديد"، وذلك بمشاركة 6000 مشارك من دول العالم، و500 متحدث من قطاعات مختلفة من داخل وخارج المملكة وتستمر على مدى ثلاثة أيام. ورحّب الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار FII ريتشارد آتياس في بداية المؤتمر بأصحاب السمو والمعالي الحضور والمشاركين في أعمال الدورة الجديدة للمبادرة ، منوهاً في الوقت ذاته بأهمية الجلسات والمناقشات التي ستشهدها النسخة السادسة للمبادرة التي سيبلغ عدد جلساتها 180 جلسة ستعقد بشكل متزامن، إضافة إلى 30 ورشة عمل و4 قمم مصغرة موزعة على مدى الأيام الثلاثة، لمناقشة مواضيع مهمة من بينها موازنة النجاح مع الاستدامة والصعود الجيو اقتصادي والمساواة في عالم غير متساوٍ وما يواجه قادة العالم في محاولتهم لإعادة العالم لما كان عليه قبل جائحة كورونا، وما يواجهه من تحديات مستعصية وغير متوقعة. وشدد على أهمية العمل الجماعي لحقيق التأثير الكبير على مجالات دعم الإنسانية خاصة في ظل مايواجهه العالم من مشاكل عديدة وصعبة ونظام عالمي جديد. وأشاد الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار بالدعم الكبير الذي تلقاه المؤسسة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ومن قبل الشركاء وعلى رأسهم صندوق الاستثمارات العامة PIF . ودعا ريتشارد آتياس معالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة الأستاذ ياسر الرميان لافتتاح النسخة السادسة لمبادرة مستقبل الاستثمار وإلقاء كلمته الافتتاحية. وأكّد معالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان في كلمته الافتتاحية أن مبادرة مستقبل الاستثمار تعدّ بمثابة المحرك للتعاون العالمي مع أهمية الالتزام بالمقدرات ومن أبرزها الاستثمار في الإنسانية في نظام عالمي جديد. وبيّن الرميان أن الصناعات المختلفة مثل الاتصالات والصحة وقطاع التجزئة والقطاعات الأخرى تعد من العوامل الرئيسة التي أسهمت في الحراك العالمي ، مشدداً على أن جائحة كورونا أسهمت في تسريع هذا الحراك الصناعي وهو ما قادنا إلى استغلال الفرص المتاحة . وأوضح أن المبادرة طورت إطاراً للحوكمة والبيئة الاجتماعية للأسواق الجديدة مع التركيز على قياس الأداء وأثر الحوكمة البيئية والاجتماعية على حياتنا، مبيناً أن البيانات تعد عاملاً مهماً في طريقة التعامل مع الأزمات العالمية مثل تغير المناخ، وأن أرامكو على سبيل المثال تمكننت من تطوير نظام جديد سيطلق في العام المقبل، يسهم في العمل على استيعاب انبعاث الغازات بوضوح. وشدد معاليه على ضرورة أن يكون العالم منفتحاً على الابتكار وأهمية أن يكون المستثمرون متحدين للوصول إلى تحقيق الطموحات على المدى البعيد، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية تمكنت من عمل شراكات مع شركات عالمية بتناغم كامل لتحقق الاستدامة وفي جميع أنحاء العالم. ونوّه الرميان إلى أن صندوق الاسثمارات العامة يعدّ أول صندوق سيادي أصدر أول سند بمسمى السندات الخضراء، مبيناً أن سوق الكربون الطوعي يعدّ أحد أهم الأسواق التي يجب أن تتوحد فيه الجهود بين المستثمرين ورواد الأعمال لإيجاد فرص تعليمية للشباب في الاقتصاد المعرفي. كما تحدث الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار FII ريتشارد آتياس في الجلسة الافتتاحية بعد عرض مرئي حول الاستثمار في الإنسانية عن المسح الاستقصائي الذي أجرته IPSOS على 130 ألف شخص بالغ من 13 دولة، يمثلون ما يقارب 50% من سكان العالم، في محاولة من مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار لتقديم رؤى حول أعلى الأولويات في العالم في ظل التحديات الاجتماعية والبيئية والهوية غير المسبوقة. وقال: "إن المبادرة قامت بإعداد تقرير حول مجابهة التحديات العالمية من أجل إيجاد حلول لها، التي شارك فيه آلاف الأشخاص، موضحاً أن نسبة 77% من المبحوثين متفائلين بمستقبل أفضل، وأن الآمان المالي يعدّ من أبرز التحديات التي يواجهها 50% من الأشخاص حول العالم ، إضافة إلى التكاليف على الدخل فضلاً عن الاحتباس الحراري والتغير المناخي، ذلك وفق الاستطلاع الذي أجري مؤخراً. ويشارك خلال أعمال النسخة السادسة من مؤتمر مبادرة الاستثمار الذي أنطلقت أعماله في وقت سابق اليوم مجموعة من الحائزين على جائزة نوبل وعدد من رؤساء الشركات وكبار المستثمرين في محاولة منهم لإيجاد حلول مستدامة لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان العالم، كما سيتم الحديث عن التحديات التي يطرحها النظام العالمي الجديد، فضلاً عن الفرص التي تنشأ عنه، مثل إنشاء نظام اقتصادي يحسن نوعية الحياة للمواطنين حول العالم، وستعقد عدد من القمم المصغرة ضمن فعاليات المبادرة تحت شعار "صراع الأجيال" و"اقتصاد الطاقة الجديد" وصعود العملات الرقمية "الكريبتو" ومستقبل أفريقيا.