باتت إيران في مرمى عقوبات الاتحاد الأوروبي، بعد أن قدمت ألمانيا وفرنسا والدنمارك وإسبانيا وإيطاليا والتشيك، مقترحات لفرض عقوبات جديدة من الاتحاد على إيران بسبب قمعها الاحتجاجات المتعلقة بحقوق المرأة، حيث تستهدف العقوبات المقترحة 16 شخصاً ومنظمة ومؤسسة مسؤولة عن قمع الاحتجاجات التي اندلعت في أنحاء إيران بعد مقتل الشابة مهسا أميني إثر احتجازها لدى شرطة الأخلاق. وتطالب الدول صاحبة المقترحات، وفقا لمجلة "شبيغل" الألمانية أمس (الاثنين)، بأن يتخذ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قراراً بشأن هذه العقوبات خلال اجتماعهم يوم 17 أكتوبر الحالي، مع عدم توقع أي مقاومة من الأعضاء الآخرين في الاتحاد الأوروبي، فيما قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إن قمع طهران للاحتجاجات بمثابة تعبير عن الخوف المطلق من التعليم وقوة الحرية، واعدة بفرض عقوبات على طهران، قائلة: "من الصعب أيضاً تحمّل فكرة أن خيارات سياستنا الخارجية محدودة. لكن يمكننا تضخيم صوت المحتجين ونشر الدعاية وتوجيه اتهامات وفرض عقوبات. وهذا ما نقوم به". وتصاعدت الاحتجاجات الرافضة لسياسات الحكومة الإيرانية، لتتحول إلى أكبر استعراض للمعارضة للسلطات الإيرانية منذ سنوات، إذ يدعو كثيرون إلى إنهاء حكم رجال الدين المستمر منذ أكثر من أربعة عقود. وتقول منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها النرويج، إن أكثر من 100 شخص قتلوا بسبب قمع السلطات للاحتجاجات. ولم تعلن السلطات الإيرانية عدد القتلى، فيما قالت إن العديد من أفراد قوات الأمن قُتلوا على أيدي مثيري شغب وبلطجية مدعومين من أعداء أجانب. وفي السياق ذاته، فرضت كندا، أمس، عقوبات على إيران عقب مقتل الفتاة مهسا أميني، وتواصل انتهاكات حقوق الإنسان ضد المتظاهرين. وأصدرت الحكومة الكندية بيانا جاء فيه، أن أحدث عقوبات فرضت على إيران تتعلق بأعمال قامت بها "شرطة الأخلاق" الإيرانية أدت لمقتل مهسا أميني، وتواصل انتهاك حقوق الإنسان. وفيما أعرب المرشد علي خامنئي عن دعمه القوي لقوات الأمن لقمع المحتجين، تتواصل التظاهرات للأسبوع الثالث على التوالي على الرغم من العدد المتزايد للقتلى والقمع الشرس من جانب قوات الأمن التي تستخدم الغاز المسيل للدموع والهراوات، وفي بعض الحالات الذخيرة الحية، وفقا لمقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي وجماعات حقوقية. وواصل طلاب الجامعات في إيران احتجاجاتهم ضد عمليات القمع واستخدام العنف لفض التظاهرات بعد وفاة مهسا أميني. وتم تعليق الدراسة في جامعة شريف بطهران بعد أعمال عنف ضد المحتجين. وتشير مواقع إيرانية إلى أن عناصر الأمن يرتدون ملابس مدنية ويعتدون بالضرب على أساتذة جامعيين، كما يتم أحيانا إطلاق الرصاص الحي على الطلاب.