تسافر الفنانة التشكيلية منال عقاد عبر لوحاتها إلى عالم الخيال والتجريد ورغم أنها جربت كافة انواع المدارس التشكيلية الا أنها حطت رحالها مؤخرا في منصات وفضاء المدرسة التجريدية لافتة في حوارها مع "البلاد" إلى أن المدرسة التجريدية تتسم بالروح الابداعية وادوات الايماء وأن الفنان التجريدي حينما يرسم اللوحة فإنه يترك للمتذوق مسألة تفسير العمل وفقا لما يراه دون أن يؤطر المشاهد في زواية ضيقة. تقول عقاد إن الفن بالنسبة لها عبارة عن رئة أخرى تتنفس بها حيث انها درست الفنون وخلال الدراسة عبرت بريشتها في فضاء جميع المدارس الفنية وقامت بتجريب كافة انماط الفنون واخيرا استقرت في فضاء اللوحة التجريدية. وفي سؤال عن بداياتها مع الفن قالت: كانت البداية عبارة عن خربشات عفوية ووجدت التشجيع من افراد الاسرة وبمرور السنوات والتواصل مع المشهد التشكيلي استطعت ان اشكل شخصيتي الفنية وامارس الفن عبر جميع المدارس الفنية ابتداءً من الكلاسيكية والواقعية والتكعبيبة ورسم البورتريه وغيرها من اشكال الفنون المختلفة. وفيما إذا كانت قد درست الفنون قالت: نعم درست الرسم في كلية الفنون وتخرجت بدرجة البكالوريوس وخلال الدراسة شاركت في العديد من المعارض الفنية فمنذ تخرجي بدأت اهتم بالفنون التشكيلية والتواصل مع الفاعلين في هذا المجال حتى تمكنت من وضع بصمتي الفنية التي تخصني وحدي. وفي البداية كانت تستهويني المدرسة الواقعية بما فيها من اشكال جمالية وتجسيد للواقع والطبيعة ولكن بعدها بدأت ريشتي تتسلل إلى فضاءات فنية مختلفة تتمثل في العديد من المدارس الفنية وتوقفت في منصة المدرسة التجريدية. وحول اذا ما كانت قد بدأت ترسم بمدرسة فنية معينة قالت: في السنوات الاخيرة بدأت اميل الى المدرسة التجريدية بكل ما فيها من ابعاد فلسفية ورموز انسانية كما أن الفن التجريدي يعتمد على بساطة الأشكال والألوان، وأدوات الإيماء في إحداث أثره كنوع من أنواع الفنون التي تمتلك طابعاً معنويّاً، منظما، ونقيّاً، ويبتعد هذا النّوع من الفنون عن الوصف الدّقيق لواقعيّة الأشياء أو طبيعتها، ويشتهر بأسماء مختلفة لدى الفنانين مثل: الفنّ غير الموضوعيّ، والفنّ الملموس، حيث لا تصف اللوحة أو المنحوتة كائناً مُعيّناً أو مكاناً ما، فما يراه النّاظر ما هو إلّا لون العمل الفنيّ، وحجمه، والأشكال المُستخدمة لرسمه، وما يحويه من آثار ضربات الفُرشاة، ولكنّه في نفس الوقت لا يُعدّ فنّاً مُبالغاً فيه، أو فنّاً يُغيّر معالم الشيء كالفنّ التكعيبي. كما يعمد الفنّانون إلى عدم التّمثيل وعدم الموضوعيّة في هذا النوع من الفن؛ وذلك لإعطاء المُشاهد فُرصة تفسير العمل كما يراه بنظرته الخاصّة، وفي الوقت الراهن اصبح الفن التجريدي حديث النقاشات الرئيسية في مجال الفن الحديث، وذلك بعد حديث الناس عن كَون الفن التجريدي لا يحتاج إلى مهارات فنيّة، وعلى إثر ذلك قال الفنّان التجريدي الروسي فاسيلي كاندينسكي: "من بين جميع الفنون، الّلوحة التّجريدية هي الأصعب، حيث إنّها تتطلّب أن تعرف كيف ترسم جيّداً، وأن تمتلك حساسيةً شديدة للتكوين والألوان، وأن تكون شاعراً حقيقياً، وهذا الأخير ضروريّ. وحول نشأة الفن التجريدي وعلاقتة بالعصور القديمة قالت: تعود نشأة الفن التجريدي إلى ما رُسم في العصور القديمة على الصّخور والفخار، إلّا أنّ فكرة القيام بعمل فنيّ يعتمد على البساطة في تصوير المرئيات لمعت في القرن التاسع عشر الميلادي عند الفنانين أصحاب الحركات الانطباعيّة والتعبيريّة فظهرت الأعمال الفنيّة التي تشرح قصّةً ما، كما ظهر الفنانون الذين درسوا الإدراك البصريّ للضوء، بالإضافة إلى ظهور الأفكار التي تبتعد عن التقليد والمثالية، ولأفكار التي تدعو للخيال كأحد أهمّ عوامل الإبداع. وفيما إذا كانت قد شاركت في معارض فنية قالت: نعم شاركت في معرض الواعدات فور تخرجي من الجامعة كما شاركت في معرض أقيم بحديقة الأمير ماجد في شارع الفن بموسم جدة، وأيضا أشتركت في مسابقة البروفيسور الدكتور عبدالحليم رضوي برعاية أمين عام الجائزة الدكتورة: مها رضوي، وشاركت أيضا في المعرض الأول لمجموعة حلم فنان وكانت مشاركتي "رسم لايف" وكان ذلك في جمعية الثقاففة والفنون في جدة، وحاليا افكر في اقامة معرض شخصي يضم جميع اعمالي الفنية.