إعلامنا الرياضي- للأسف- ابتلى ببعض من ينتسبون له من أصحاب القيم والمبادئ المطاطية المتجزئة- كما وكيفا. هؤلاء اتخذوا من مهنة الإعلام محطة لجذب المتابعين للإعلانات وساحة لبث سمومهم وأفكارهم الرياضية دون أي ولاء لهذه المهنة أو حتى الالتفات لمبادئها. اليوم وبسبب تكاثر أصحاب المبادئ المطاطية في الساحة الرياضية أصبحنا نفتقد لأصحاب الطرح وللإعلاميين المحترفين أصحاب الفكر والثقافة، فهؤلاء بكل صراحة لن تجد منهم سوى استخدامهم للغة الإقصاء ومحاربة كل من يختلف معهم في الميول أو الفكر، بل ويتطور الأمر لديهم للمطالبات بإيقاف برامج رياضية أو إعلاميين مستخدمين أسلوب الوقاحة العلنية أو أسلوب اللغم الخفي. يدارون عبر توجيهات في مجموعة الواتس آب بأخلاقيات مطاطية يتغير شكلها ولونها وملامحها بتغير الظروف والملابسات والأشخاص. تواجدهم في الصفوف الأمامية خلق نسيجا باهتا لصورة الإعلام والإعلامي وتحديداً الرياضي، مما أضعف من الجبهة الداخلية للمتفرغين المحترفين للمهنة التي يحملون رسالتها وثمنها. الحقيقة أيضًا أن ما يحدث من بعض المنتسبين للإعلام الرياضي تجاوز الحدود، وما يقومون بفعله عبر تغريداتهم أو حتى في لقاءاتهم لا يندرج تحت مسمى المناكفات الإعلامية والاستفزازات المقبولة، بل هو تدن لمستوى الحوار وعدم احترام للمتابعين، وعبث خارج حدود العقل والمنطق. أستطيع أن أصنفهم في النهاية على أنهم تجار يعملون للبحث عن التفاعل من المتابعين، ومن ثم الحصول على الإعلانات والربح. بالنسبة لي أراها تجارة خاسرة، ولو أنها درت أموالا لهم، ففي النهاية خسروا ضميرهم الإعلامي وشرف المهنة التي يحملونها على عاتقهم، بل وحتى على المدى الطويل سيخسرون المتابعين الذين سيملون من طرحهم المبتذل المليء بالإسفاف، ويتجهون لمن يقدم الحقائق والمنطق بلا عبث. ختاما: يا أيها المعلم غيره هلاّ لنفسك كان ذات التعليم تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا كيما يصح به وأنت سقيم وتراك تصلح بالرشاد عقولنا أبدا وأنت من الرشاد عقيم لا تنه عن خلق وتأتي مثله