يعيش النادي الأهلي وجماهيره زلزالًا كرويًا هائلًا، بلغت درجته 10 درجات على مقياس " ريختر الرياضي"؛ كون الفريق بات الأقرب للهبوط لدوري الدرجة الأولى، ولو حدث فستكون المرة الأولى التي يهبط فيها الراقي لمصاف الدرجة الأولى. الأهلي أصبح لزامًا عليه؛ لتفادي هذا الهبوط الكارثي، أن يحصد نقاط لقائه الأخير في دوري المحترفين أمام الشباب في الرياض. ولكن إن عدنا للتاريخ، وتحديدًا إلى موسم 1978/1977 فسنطالع أن الأهلي والشباب قد تقابلا في الجولة الأخيرة، ولكن مع تبادل الأدوار والمراكز؛ لأن الشباب هو من كان يحتاج للفوز وقتها للبقاء، ولكن الأهلي قسا عليه ودك شباكه بستة أهداف. فهل سنحت الفرصة لنادي الشباب وإدارته برئاسة خالد البلطان- المثير دائمًا في تصريحاته المتعلقة بالأهلي- لرد الصاع صاعين، والإمضاء رسميًا على هبوط الأهلي بأقدام لاعبي الشباب. وبالعودة لموسم 78/77 فإن فريق الشباب تأكد هبوطه آنذاك، وذلك بعدما خسر من الأهلي بنتيجة قاسية وصلت إلى ستة أهداف، وقد كان ذلك بعد سلسلة سيئة من النتائج الذي تعرض لها الفريق الشبابي في مباريات الدوري طوال الموسم، وقد لاقى هذا الهبوط حالة كبيرة من الاستياء من قبل الإدارة وجمهور الفريق في داخل وخارج المملكة حينئذ، ولكن الفريق الشبابي استعاد بعد عام من الهبوط مقعده في الدوري الممتاز حتى الآن. الأهلي.. شبح الهبوط ليس الأول!! ما يعيشه فريق الأهلي وخشيته من الهبوط، ليس المرة الأولى، ففي موسم 1408ه، شهد مستوى فريق الأهلي ونتائجه هبوطًا حادًا؛ وإثر ذلك كاد الفريق الأهلاوي أن يهبط إلى دوري أندية الدرجة الأولى، لولا فوزه في الجولة 22 الأخيرة على القادسية بهدف وحيد، وقدم له فريق النصر هدية بتعادله سلبيًا مع فريق أحد- منافس الأهلي على الهبوط- ولو انتصر أحد على النصر لتأكد هبوط الأهلي وقتها. ** سيناريوهات بقاء أو هبوط الأهلي رغم الموقف العصيب وشديد التعقيد، الذي أوقع فيه الأهلي نفسه، إلا أنه، وبسبب تقارب نقاط العديد من الفرق في مؤخرة الدوري السعودي، توجد الكثير من السيناريوهات المحتملة لبقاء الأهلي، أو هبوطه لدوري الأولى. فيما يلي نعرض السيناريوهات، التي ستضمن للنادي الأهلي – في حال حدوثها- البقاء في الدوري. مع ملاحظة أن كل هذه السيناريوهات جميعها، تشترك في شيء واحد فقط، وهو أن الأهلي لا يكفيه الفوز على الشباب، بل عليه أن ينتظر نتائج الفرق الأخرى. التعادل قد يكفي.. ربما يظن الجميع أن الأهلي لا بديل له عن الفوز على الشباب لكي يتشبث بأمل البقاء، لكن هناك سيناريو ما، قد يكفي في حال حدوثه بقاء الأهلي، وهو أن يتعثر الباطن" الثالث عشر" برصيد 32 نقطة أمام الاتحاد. ففي هذه الحالة، يكفي الأهلي التعادل مع الشباب، ليصعد للنقطة 32 متساويا مع الباطن، وقد يكون هدف عكسي سجله مدافع الباطن في مباراة فريقه أمام الأهلي سببًا في بقاء الأهلي في الدوري. لكن ما سيرجح كفة الأهلي في هذه الحالة هي المادة 16 من اللائحة؛ إذ تنص مادة "تحديد المراكز" على أنه: – "في حال تعادل فريقين أو أكثر في النقاط، يتم تحديد المراكز النهائية في نهاية المسابقة؛ وفقًا للترتيب التنازلي التالي: * أعلى عدد من النقاط في مباراة الفرق المتعادلة فيما بينها. وبالرجوع لنتيجة المواجهات المباشرة بين الأهلي والباطن، نجد أن مباراة الدور الثاني انتهت بالتعادل2/2. في حين أن مباراة الدور الأول، انتهت بفوز الأهلي بهدف نظيف. وهذا يعني أن رصيد الأهلي من النقاط في مواجهاته مع الباطن 4 نقاط، في حين لا يملك الباطن إلا نقطة واحدة فحسب. والباطن مهمته تبدو شديدة التعقيد؛ إذ سيواجه الاتحاد في المباراة الأخيرة، والاتحاد بدوره يأمل أن تحدث مفاجأة، ويتعثر الهلال أمام الفيصلي؛ حتى يتوج بالدوري. لكن الأهلي في هذا السيناريو عليه أن ينتظر هدية من الاتحاد أولا بالفوز على الباطن، وعلى الأقل أن يتعادل مع الشباب، فهو سيناريو مرهون بأقدام الآخرين. أما إذا خسر الأهلي أمام الشباب، فقد انتهى كل شيء ولن تنفعه هزيمة الباطن أو تعادله أو فوزه، وسيجد نفسه هابطا. سيناريوهات مختلفة.. – إذا ما انتفض لاعبو الأهلي؛ مدافعين عن اسم ناديهم وتاريخه العظيم، وحققوا الفوز على الشباب فتوجد عدة احتمالات: الأول: أن لا يفيده الفوز، وهذه حالة مركبة؛ إذ سيهبط الأهلي إلي دوري" يلو" حتى لو تغلب على الشباب. في هذا السيناريو، يجب أن تفوز أندية" الباطن، والرائد، والفيصلي، والتعاون، والطائي" بمبارياتها في الجولة الأخيرة. وهنا لن يستطيع الأهلي البقاء؛ إذ لن يصل إلا للنقطة 34، بينما أقل هذه الأندية "الباطن" سيصل للنقطة 35 في حال فوزه. هذا السيناريو قد يبدو مستبعدًا تمامًا؛ لأنه من الصعب أن تفوز هذه الأندية جميعها بمباراتها الأخيرة. – السيناريو الثاني: فوز الأهلي، وهزيمة الرائد. في هذا السيناريو، سيضمن الأهلي أيضا البقاء في الدوري؛ إذ سيصل للنقطة 34، بينما سيتوقف رصيد الرائد عند 33 نقطة. – السيناريو الثالث: فوز الأهلي وتعادل الرائد وفوز الباطن. في هذا السيناريو، سيصبح لكلا الناديين (34) نقطة، ونعود هنا للاحتكام للمادة 16 من لائحة دوري المحترفين. الرائد فاز 1/3 في اللقاء الأخير، كما أنه سبق له الفوز بهدف دون رد في الدور الأول؛ لذا جمع الرائد نقاط المباراتين أمام الأهلي بشكل كامل، وفي حال تعادلهما في النقاط، سيهبط الأهلي ويبقي الرائد، وهو الأمر الذي يظهر مجددًا كم كانت هزيمة الأهلي الأخيرة أمام الرائد ذات أثر سلبي كبير على فرص بقائه في الدوري. فلو فاز على الرائد بفارق هدفين، كان سيكون هو من سيظل في الدوري إن حدث سيناريو تعادل النقاط مع الرائد. – السيناريو الرابع: فوز الأهلي وتعادل الرائد وتعادل الباطن أو خسارته. المتغير الوحيد في هذا السيناريو عن سابقه، هو أن يتعادل الباطن مع الاتحاد لا أن يفوز عليه. في هذه الحال، سيبقي الأهلي في الدوري، لأنه سيتعادل مع الباطن في رصيد النقاط، لكنه يتفوق عليه في المواجهات المباشرة. كما سيبقي الأهلي في الدوري في حال خسارة الباطن، إذ سيتفوق عليه بفارق نقطتين. – السيناريو الخامس: فوز الأهلي، وهزيمة الفيصلي. في هذه الحال، الأهلي سيصل للنقطة 34، في حين سيظل الفيصلي برصيد 33 نقطة؛ لذا سيبقي الأهلي. ونلاحظ أن الهلال في أحد السيناريوهات، قد يهدي للأهلي قبلة الحياة وطوق النجاة للبقاء في الدوري. ما يرجح حدوث هذه الحالة أن الفيصلي سيصطدم بالهلال الساعي للفوز وتحقيق لقب الدوري. – السيناريو السادس: فوز الأهلي، وتعادل الفيصلي، وفوز الطائي والرائد. في هذه الحالة نصبح أمام المادة 16 مجددًا، لنجد أن الفريقين تعادلا في مباراة الدور الأول بهدف لكل فريق، وتكررت نتيجة التعادل بينهما بهدفين لكل فريق في لقاء الدور الثاني. وسنلجأ هنا للفقرة الخامسة من المادة 16، التي تتحدث عن أن الفريق الذي سيسبق في الترتيب، هو الفريق صاحب أعلى فارق أهداف في كامل المسابقة (ما له من أهداف ناقص ما عليه). وهنا سيبقي الأهلي؛ لأن فارق الأهداف له (38 هدفا)، في حين فارق الأهداف للفيصلي (27 هدفا)، وبالطبع لا يوجد أي احتمال لفوز الفيصلي على الهلال بعشرة أهداف دون رد. بنفس الطريقة، وبالمقارنة مع نتائج الفرق حتى نادي الطائي، يمكنكم معرفة كيف تسير سيناريوهات بقاء أو هبوط النادي الأهلي، في بقية الاحتمالات الممكنة، التي تخضع جميعها إلى: – فارق النقاط بشكل عام. – فارق النقاط في مواجهات الفريقين المباشرة. – فارق الأهداف في مواجهات الفريقين المباشرة. – الفريق صاحب أعلى فارق أهداف في كامل المسابقة (ما له من أهداف ناقص ما عليه).