وسط ترجيحات أمريكية – وأوروبية بهجوم روسي اليوم على كييف، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس (الثلاثاء)، استعداد بلاده للرد على الاعتداءات المحتملة، مؤكدا أن أوكرانيا قوية أكثر من أي وقت مضى، بينما أفادت تقارير أمريكية أن وحدات عسكرية روسية بدأت التحرك إلى مواقع هجومية قرب الحدود الأوكرانية، وأنه تم نقل مدفعية بعيدة المدى وقاذفات صواريخ إلى مواقع إطلاق النار، متوقعة 3 سيناريوهات للهجوم الروسي. واعتبرت التقارير أن أول السيناريوهات هو غزو مكثف على جبهات شرقية مهمة، للسيطرة على جزء كبير من الأراضي الأوكرانية. مع تسارع خطير في الأنشطة العسكرية إلى جانب عمليات استفزازية ممنهجة، وثانيها عمليات برمائية، تبدأ بإغلاق طرق التجارة بالبحر الأسود وشل حركة الموانئ، وبعدها البرية، حيث تتمركز 6 سفن حربية قادرة على إنزال 2200 جندي على الأراضي الأوكرانية ونحو 60 دبابة حربية، فيما تميل الدراسات لأن يكون السيناريو الثالث متزامنا مع كلا السيناريوهين السابقين بحيث يكون تقدم القوات الروسية من بيلاروسيا نحو العاصمة قد وصل أوجه: 30 ألف جندي، وقوات العمليات الخاصة "سبيتسناز" والطائرات المقاتلة بما في ذلك سو -35، وصواريخ إسكندر وأنظمة الدفاع الجوي إس -400. وكل هذه السيناريوهات سيتخللها الغزو الهجين، على خط مواز، ومن المتوقع أن يتم إشراك حملات المعلومات الإلكترونية المضللة، وقطع الاتصالات ووسائل التدفئة وغيرها لخلق أزمة داخلية في أوكرانيا، وهي استراتيجية متوقعة من غزو شبه جزيرة القرم عام 2014. ويواصل المسؤولون الغربيون التحذير من حدوث غزو في أي لحظة، وقالوا إن بعض القوات والمعدات العسكرية الروسية تتحرك نحو الحدود. ولم يتضح موقع انتشار القوات التي قالت وزارة الدفاع الروسية إنها تنسحب، أو عدد القوات التي ستغادر، ما يزيد من صعوبة تقدير مدى أهمية هذه الخطوة، في وقت اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن معلومات الاستخبارات المتعلقة بالوجود الروسي على الحدود الأوكرانية "لا تزال غير مشجعة" رغم الإعلان عن سحب بعض القوات وقول موسكو إنها منفتحة على الحوار. من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الأربعاء سيكون "يوم الوحدة" بالنسبة للأوكرانيين، بعدما أشارت وسائل إعلام عدة إلى احتمال أن يشهد هجوماً روسياً. وأضاف: "يُقال لنا إن 16 فبراير سيكون يوم الهجوم. سنجعله يوم الوحدة"، داعياً الأوكرانيين إلى رفع الأعلام الوطنية وإبراز لونيه الأزرق والأصفر، متهما روسيا ب"شنّ حرب" على بلاده "على كل الجبهات" وب"السعي لزرع الهلع في صفوف الأوكرانيين والمستثمرين"، قائلا: "دولتنا قوية أكثر من أي وقت مضى ونحضّر ردوداً مناسبة لكل الاعتداءات المحتملة". وتهدد الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية بفرض عقوبات صارمة جداً على موسكو في حال حصول غزو عسكري، فيما قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، إن على الكونغرس أن يرسل إشارة قوية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع استمرار المخاوف من غزو وشيك لأوكرانيا، محذرا من أن العلاقات بين البلدين سوف تتضرر للأبد في حال غزت روسياأوكرانيا. وتابع "هذا ليس آخر رئيس ستحظى به أمريكا. إذا غزت روسياأوكرانيا، فسوف تتدمر العلاقة بين الولاياتالمتحدةوروسيا لعقود، وسيتم وضع كل رئيس على المدى القريب في صندوق عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع روسيا، لذلك أتمنى أن يفهم بوتين ذلك". وعلى الرغم من حالة التأهب للهجوم الروسي اليوم، بيد أن جهودا دبلوماسية لا تزال تبذل في سبيل نزع فتيل الأزمة، إذ قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، أمس، إن الإشارات الصادرة عن روسيا حول مواصلة السبل الدبلوماسية لحل أزمة أوكرانيا "أمر إيجابي"، لكن لا تتوافر أي مؤشرات على أن موسكو تسحب قواتها من الحدود، مضيفا: "ثمة إشارات صادرة من موسكو على ضرورة مواصلة السبل الدبلوماسية، وهذا يدفع إلى تفاؤل حذر. لكن حتى الآن لم نلمس أي مؤشر على خفض التصعيد على الأرض". إلى ذلك، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن الوقت قد حان "لنزع فتيل التوتر" بين روسيا والغرب بشأن الأزمة الأوكرانية، معرباً عن قلقه الشديد من خطر نشوب نزاع عسكري. يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن جزءاً من القوات الروسية المنتشرة قرب الحدود مع أوكرانيا باشرت العودة إلى ثكناتها.