رغم التباين الكبير في الآراء بين مؤيد ومعارض لعدم مشاركة منتخبنا الأول في المونديال العربي بجميع عناصره الأدائية وبكامل العدة والعتاد ورغبة الفرنسي هيرفي رينارد بالمشاركة بالعناصر الأولمبية- إن جاز لنا التعبير- أو بفئة عمرية تحت 23 سنة تحديداً، إلا أن كل الآراء والأطروحات في هذا الصدد محط احترام وتقدير الجميع. وأكاد أجزم أن جميع ما طرح وتم تداوله تحقق فيه أهم معايير " النقد البناء " المنصب في مصلحة كرة القدم السعودية وأهمها " سلامة المقصد والفهم المعرفي "، إلا أنني لا زلت متمسكا بكل قناعاتي بأن ما ذهب إليه الفرنسي " رينارد" من قناعات بعدم مشاركة نجوم الصف الأول لمنتخبنا في هذا التجمع العربي الجميل جدا هو الأنسب لسببين مهمين من وجهة نظري؛ أولهما، التركيز على المشاركة الأهم وهي مونديال العالم 2022 في قطر، وتحقيق متطلباتها في التصفيات المؤهلة وخصوصاً مع صدارة الأخضر للترتيب إلا أنه لم يضمن الصعود بعد؛ لذلك لابد من رفع الجاهزية التامة للقاءات المقبلة. والأمر الثاني، الذي لا يقل أهمية عن الأول هو سد الفجوات التي غالباً ما تحصل بين الأجيال المتعاقبة للتمثيل، الذي عاني منها أخضرنا في فترات سابقة، وكانت سببا رئيسا في عدم وصولنا لنهائيات كأس العالم في مناسبتين متتاليتين لضعف الجودة من ناحية وعدم وجود جيل قادر على تكملة المسيرة. فخلق جيل من اللاعبين الصغار متمرس وأكثر احتكاكاً ويملك الخبرات التراكمية في المشاركات والمحافل مهم؛ ليكون سندا حقيقيا لهذا الجيل، وقد يكون بعضهم مشاركا فعليا معهم خلال الفترات القريبة. فهذا هدف استراتيجي جيد.. وإن كان مؤلما لبعض الجماهير السعودية التي كانت تتمنى أن ترى منتخبنا الأخضر يصول ويجول في دوحة قطر مع أشقائه العرب ويكون المرشح الأقوى لهذه البطولة، ولكن بإذن الله، يفرحنا أخضرنا بالعودة إلى قطر للبطولة الأهم وهي كأس العالم " إن شاء الله ". لذلك يجب أن نترك مشاركتنا العربية جانبًا مهما كانت مخرجاتها ونركز على دعم الأخضر ومدربه رينارد في الاستحقاقات المقبلة لأنها الأهم. وبعيداً عما سبق لابد أن نشيد بكل المجهودات المميزة التي يقدمها القائمون على تنظيم هذا التجمع العربي الرائع وجمالية الملاعب وروعة الحضور والفعاليات وجميع الخدمات المساندة المقدمة، وهو- بلا شك- شهادة نجاح مقدمًا لمونديال كأس العالم، بإذن الله.