تجددت التظاهرات الرافضة لقرارات الجيش في العاصمة السودانية الخرطوم، أمس (الأربعاء)، بينما أقدمت القوات الأمنية على منع التنقل بين مدينتي الخرطوموأم درمان مع قطع الاتصالات الداخلية، في وقت أكد عضو مجلس السيادة مالك عقار إير، قرب إطلاق سراح المعتقلين بقيادة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، مؤكدا أن ذلك سيتم خلال 48 ساعة وفقا لما وعد به رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان تمهيدا لحوار يفضى لحل الأزمة السياسية. وأعلنت اللجنة المركزية للأطباء مقتل اثنين بالرصاص في مدينة بحري، بينما تحدث تجمع المهنيين السودانيين عن مقتل شخص في أم درمان ووقوع عدة إصابات. وقال في بيان على صفحته على فيسبوك إن هناك أنباء عن مقتل شخص جراء إصابته بطلق ناري في الرأس، مبينا أن القوات السودانية تطوق مواكب المحتجين في عدة مناطق أبرزها بحري وشارع الستين وأمبدة، حيث يتم استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع على نطاق واسع، مشيرا إلى ما وصفه بال "قطع المتعمد" لخدمات الاتصالات الصوتية والانترنت. بدورها، أكدت شبكة "نت بلوكس" لمراقبة الانترنت بوجود انقطاع شبه كامل للاتصالات السلكية والانترنت الأرضي. وقالت عبر حسابها الرسمي على "تويتر" إن ذلك يأتي بعد انقطاع اتصالات المحمول المستمر منذ 23 يوما. تأتي تلك التحركات والاحتجاجات مع تواصل المساعي الدولية من أجل الحث على الوصول إلى حل للأزمة السياسية، فبعد لقاءات عدة أجرتها مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية، مولي فيي، في الخرطوم، ولقائها رئيس الحكومة السابق عبد الله حمدوك، وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أعلنت السفارة النرويجية أمس أن المبعوث النرويجي إلى السودان أندري ستاينسين، وصل العاصمة، من أجل حث الفرقاء على العودة إلى المسار الديمقراطي الانتقالي. من جهته، شدد وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن على ضرورة عودة الحكومة المدنية إلى السلطة في السودان. وقال خلال مؤتمر صحفي من نيروبي أمس في مستهل جولة إفريقية، تشمل 3 بلدان، أن السودان يمكن أن يستعيد دعم العالم إذا استعيدت "شرعية" الحكومة المدنية، مؤكدا أنه "من الضروري العودة إلى المرحلة الانتقالية الشرعية التي كانت عليها البلاد".