تعج وسائل التواصل الاجتماعي حاليا بالعديد من الحسابات التي لا يتجاوز محتواها عرض شيء سوى الأجساد ، التي في أغلبها لا يمت للطبيعة بشيء وهي عبارة عن مشاريع لعمليات تكبير وتصغير وتنفيخ لجميع اجزاء الجسم خاصة ما يثير الغرائز ويخرب البيوت. أن تكون حياتنا اليومية مكشوفة للجميع وكما يقول المثل "اللي ما يشتري يتفرج" فهذه مصيبة بحد ذاتها وأن يكون الكشف عن كل مستور فالمصيبة أعظم ، هذا الهجوم الذي تبثه وسائل وبرامج لا هدف لها سوى الكسب المادي واختراق العقول والنخر في جسد الأمة وجعله هشاً يسقط من أقل هبة ريح وإغراق المجتمع في مستنقع العري وعرض الأجساد المنحوتة والمنفوخة والمشدودة التي جلست عشرات الساعات تحت أجهزة التزييف والتدليس ومشارط الجراحين ليشاهدها الشباب أولاداً وبنات ويجعلونهم قدوة ومثلاً يحتذى به في الجمال والأناقة لنجد الشاب يبحث عن فتاة أحلامه من خلال ما يشاهده كل ثانية ودقيقة والفتاة تبحث عن ذلك الشاب الذي يستعرض بسياراته الفارهة ومنزله الأنيق وإقاماته ذات الخمس نجوم والماركات العالمية التي تقول له شبيك لبيك العالم بين يديك. لذلك لابد أن يواكب هذا الهجوم هجوم مضاد من خلال زيادة الاهتمام بالتربية الأسرية السليمة وتكثيف الحملات التوعية المجتمعية من خلال منابر الجمعة ووسائل الإعلام المختلفة وبرامج التواصل الاجتماعي وإشراك المختصين في مجالات التربية والاستشارات الأسرية في هذه البرامج التي سوف يكون لها الأثر الكبير في نجاة المجتمع والوصول به إلى بر الأمان، وكلنا في خدمة الوطن.