قابل الشعب الإيراني تنصيب الرئيس الجديد المتشدد إبراهيم رئيسي أمس، بغضب عارم واحتجاجات متواصلة على أفعال الملالي تجاههم، إذ لم يفلح الانتشار العسكري الواسع في تطويق بعض المدن، و لم يفلح في وأد غضب العمال، حيث انتشرت مقاطع فيديو عبر وسائل إعلام إيرانية معارضة، أظهرت انتشارا واسعا للقوات العسكرية، بالتزامن مع قيام المرشد علي خامنئي تنصيب رئيسي بمنصب رئاسة الجمهورية خلفاً للرئيس حسن روحاني، فيما أشار ناشطون إلى أن الأجواء الأمنية التي تسود المدن تأتي بسبب الخوف من انتفاضة شعبية أثناء عمليات التنصيب. وكما توقع الناشطون، اندلعت احتجاجات عمالية في محافظتي خوزستان وأصفهان، عقب ساعات من تنصيب رئيسي، إذ خرج عمال شركة "هفت تبه" لقصب السكر بمدينة الشوش التابعة لمحافظة خوزستان جنوبي إيران في احتجاجات بشوارع المدينة، مرددين شعار مناوئة للحكومة والرئيس الجديد، مطالبين بإقالة حاكم محافظة خوزستان قاسم سليماني دتشكي الذي يشتكي منه أهالي خوزستان بسبب عنصريته ضد أبناء القومية العربية، كما خرج عمال مصنع "فولاد مباركه" للصلب والحديد في محافظة أصفهان وسط إيران، باحتجاجات، للمطالبة بدفع مستحقاتهم المتأخرة منذ عدة أشهر. وشهدت مدينة الأهواز احتجاجات لعمال البلدية، بسبب تدني الرواتب والمزايا والتمييز القانوني ضد موظفي العقود المباشرة. ويعاني العمال في إيران من أزمة اقتصادية ومعيشية صعبة للغاية، جراء انهيار العملة المحلية وارتفاع أسعار المواد الأساسية في البلاد، في ظل عدم وجود إجراءات حكومية لمعالجة هذه الأزمات. ويتوقع مراقبون أن يواجه إبراهيم رئيسي موجة احتجاجات لن تهدأ مثلما كان الحال بالنسبة لسلفه حسن روحاني، باعتبار أن الشعب يرفض حكم الملالي ولو تغيرت الوجوه، من واقع أن النظام الإيراني يدخل البلاد في خصومات دولية تضر بطهران كثيرا، مثلما يفعل بخصوص الملف النووي، وأخيرا حديث مسؤول إيراني لوكالة "نور نيوز" شبه الرسمية أمس بأن طهران لن تواصل خططها لتبادل السجناء مع الولاياتالمتحدة، ما يشير إلى نقض عهدها مع أمريكا في هذا الملف، وخرقها للمعاهدات الدولية بشكل مستمر. من جهته، أدان حلف شمال الأطلسي "الناتو" أمس الهجوم الإيراني على ناقلة النفط "ميرسر ستريت" قبالة ساحل عمان، بينما أصبح مصير 6 سفن مجهولا في خليج عمان بعد اختطافها أمس فيما تشير الاتهامات إلى علاقة إيران بالحادثة. وقال القائم بأعمال المتحدث باسم التحالف في بيان: "لا يزال الحلفاء يشعرون بقلق من أفعال إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ويدعون طهران إلى احترام التزاماتها الدولية". وأكدت هيئة بحرية بريطانية، إن الحادث الذي تعرضت له السفن في خليج عمان قد يكون عملية اختطاف، مبينة أن مصيرها غير معروف، مطالبة السفن القريبة من الموقع بتوخي الحذر. في وقت أكدت مصادر أمنية بحرية أن قوات تدعمها إيران استولت على السفن.