يومان حافلان بفعاليات مهمة ل"المنتدى الأول للثورة الصناعية الرابعة" الذي نظمته مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وشهد حضورا ومشاركات سعودية ودولية عالية المستوى ، وجدول أعمال يرنو إلى المستقبل ، وأكدت خلاله المملكة مجددا قدراتها ونجاحاتها الكبيرة ، وتقديمها نموذجا ملهما لمستقبل العلم والاقتصاد وجودة الحياة ، ومشرعة أبوابها للاستثمار العالمية في كل مجال. لقد دخلت المملكة عصر الثورة الصناعية بمقومات قوية وخطوات عملية ، وأهداف واضحة المعالم تحدد موقعها على خارطة التقدم العلمي والتقني العالمي ، تجسيدا للدعم والتمكين الذي تحظى بها منظومة البحث والتطوير والابتكار في المملكة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، حفظهما الله، وإحدى شواهده في ذلك ، تطور البنية التحتية ومشاريع المستقبل وتدشين مركز الثورة الصناعية الرابعة. مثلما أصبحت المملكة مركزا إقليميا للمنظمات الدولية في السياحة والصحة وللشركات والكيانات الاقتصادية العالمية ، هي اليوم معنية أيضا وبدرجة كبيرة بآفاق التقدم العالمي ، محققة مكتسبا واستحقاقا جديدا باحتضانها لمركز الثورة الصناعية الرابعة بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي الذي تم تدشينه الأسبوع الماضي في الرياض بمشاركة مؤسس المنتدى ورئيس مجلس إدارته البروفيسور كلاوس شواب ، مما يعكس التناغم بين تطور التنمية السعودية الحديثة والدور المهم للمملكة ومشاركتها الدولية الفاعلة في سياق التقدم. فما يميز تجربة المملكة ودورها في استثمار الثورة الصناعية الرابعة ومخرجاتها، هو تكامل رؤيتها بأن يكون هذا التطور لصالح البشرية واستثماراته ، بالنسبة للطاقة النظيفة والبيئة والمناخ وحماية كوكب الأرض لمستقبل الأجيال في العالم ، وقد اتخذت خطوات عملية بالغة الأهمية ، وتناولها الوزراء السعوديون المشاركون بمضامين عميقة تعبّر عن رؤية المملكة التي تبلغ ذروة أهدافها باكتمال العشرية الحالية من القرن الحادي والعشرين (2030). الطاقة النظيفة لقد أكد وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، أن المملكة تدرك التطورات الجارية في قطاع الطاقة، ولا سيما تسخير البيانات والتقنيات، ليس فقط على المستوى المحلي، بل لصالح البشرية ، وتبذل جهوداً سباقة للتحول وقيادة الطاقة النظيفة والمتقدمة، مشيراً إلى أن الرابط بين الابتكار التقني والجيل الجديد سيجعل المملكة محركاً للتحول الرقمي في قطاع الطاقة ، وقدم سموه مثالا حيا باستخدام الطاقة المتجددة والعمل على تطوير مصادر جديدة باستخدام التقنيات الحديثة، وتسخير الرقمنة والتقنيات الحديثة بالشراكة مع هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي ، لا سيما التحديات المستجدة التي ترتبط باقتصاد ما بعد الجائحة وضمان الاستدامة. النمو الاقتصادي ما حققته الثورة الصناعية الرابعة من تطور ، أثبت أن العالم يمتلك فرصا كبيرة على تجاوز التحديات المفاجئة كالجائحة ، وذلك بالتقنيات الحديثة والرقمنة التي توفر فرصا استثمارية غير محدودة للنمو في العالم ، تقدر بحسب وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم، بأكثر من بأكثر 3 تريليونات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة ، ومن ثم حرص المملكة على رفع تصنيفها في مؤشر الابتكار العالمي بين نظرائها في مجموعة العشرين ، خاصة مع زخم وإمكانية الرؤية السعودية وأثرها محلياً وعالمياً، والدور القيادي الذي يرتكز على إرث متين من العمل مع الشركاء العالميين. رقمنة القطاع المالي أيضا قدمت المملكة نموذجا مميزا لرقمنة القطاع المالي ، أشار إليه وزير المالية محمد الجدعان ، بأن التحول الرقمي أسهم في استمرارية العمل خلال الجائحة، وتم نقل الخدمات الحكومية بسلاسة إلى الافتراضي، وأن برنامج تطوير القطاع المالي قاد العديد من التطورات في مجال التقنية المالية داخل المملكة ، بما في ذلك تقديم الخدمات المصرفية المفتوحة، ومنح عشرات التراخيص للمؤسسات المالية، وترخيصين للخدمات المصرفية الرقمية ، وتمويل ودعم التميز والابتكار في التقنية المالية، مثل إنشاء أكاديمية مالية وتشجيع الابتكار والذكاء الاصطناعي في القطاع المالي ، مما رفع إسهام القطاع بنسبة 11.1 % في إجمالي الناتج المحلي للربع الأول من العام الحالي. أنسنة المدن المؤكد أن الثورة الصناعية الرابعة تساهم في توليد مفاهيم جديدة حول نمط الحياة وممارسة الأعمال ، وهو مايدفع ، طبقا لوزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان ماجد الحقيل لبناء نماذج عمل مبتكرة ومستدامة لإدارة المدن وإنشاء مدن ذكية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء ووسائل الاتصال والنقل فائقة السرعة من خلال رقمنة خدمات البلدية وتوحيد البيانات البلدية، من خلال تعزيز سرعة إنجاز البنية التحتية ، وتعزيز السلامة والصحة العامة بهدف رفع جودة الحياة و"أنسنة المدن". مدن المستقبل منتدى الثورة الصناعية الرابعة جاء فرصة للدمج بين المواهب والتقنية لتقديم التنظيمات المحفزة على الابتكار ، بحسب المهندس عبدالله السواحة رئيس مجلس إدارة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في الكلمة افتتاحية ، وتأكيده على أن المرونة والسرعة عنصر رئيس للمضي قدما في القرن ال21، مستشهدا بتجربة المملكة في مشروع "ذا لاين" في نيوم، الذي أعلنه ولي العهد، ويطوع البيانات والذكاء الاصطناعي لإيجاد تجربة دون منغصات مع المحافظة على البيئة، مؤكدا أن ما يحدث في نيوم اليوم يعد أكبر منصة ابتكارية للتخطيط للنماذج الحضرية ومدن المستقبل. الزراعات الدقيقة القطاع الزراعي يأتي أيضا في قلب الاهتمام بالابتكار ، حيث أوضح المهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة ، سعي الوزارة إلى تعزيز التطوير والابتكار، والاستفادة المثلى من مخرجات الثورة الصناعية الرابعة، التي ستسرع وتيرة العمل وجودة الكفاءة لتحقيق الأمن الغذائي وحماية البيئة، حيث ستمكن التطبيقات من تبني علم "الجينوم" و"الاستشعار عن بعد" من تحقيق الأهداف الوطنية ، كذلك مكافحة التصحر وزراعة 10 مليارات شجرة للمبادرة الخضراء، مضيفاً أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات المتقدمة تخطو خطوات واسعة في الزراعة الدقيقة.