في العاشر من فبراير عام 1961م نشرت صحيفة البلاد خبرا مفصلا عن وصول بعثات دولية لمكافحة الجراد في المملكة مؤلفة من العديد من الدول التي أرسلت فرقها الميدانية الى داخل المملكة فيما تتولى دول أخرى تزويد هذه الفرق بالمواد العينية والمبالغ المالية .. وتمثل هذه الفرق الدول المشتركة في مركز الجراد الدولي التابع لأوروبا. واليوم وبعد 60 عاما كشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة في مارس 2020 أن الجراد الصحراوي تقلَّص وجوده في المملكة خلال المدة الماضية ، وأن عمليات المكافحة محصورة في شمال البلاد وشرقها ضد عدد قليل من المجموعات الناضجة. كما تتربع المملكة منذ ديسمبر 2019م على كرسي رئاسة لجنة مكافحة الجراد الصحراوي والتي تضم 36دولة. وتتولى اللجنة الدولية متابعة حالة الجراد الصحراوي باستمرار، وتقديم المشورة الفنية والعلمية لمدير عام المنظمة عن الوضع دوليا واتخاذ التدابير اللازمة لإبقاء الجراد تحت السيطرة، وتوجيهات السياسة العامة، وتنسيق العمل بين هيئات ومنظمات مكافحة الجراد المختلفة، وتعزيز التنسيق بين السياسات الوطنية والدولية والتدابير الوقائية في مكافحة الجراد الصحراوي. ويعكس شغل مقعد الرئاسة مدى ثقة وتقدير الدول الأعضاء في تلك اللجنة لأهمية لدور المملكة الإيجابي وجهودها في مكافحة الجراد والآفات المهاجرة وما تقوم به المملكة من جهود خلال السنوات الماضية؛ لدعم اعمال مكافحة الجراد الصحراوي لكثير من الدول لتعزيز قدراتها الفنية واللوجستية؛ للحد من تأثيره على المحاصيل الزراعية في تلك الدول. ومنها ما قدمته في 2019 لمنظمة الزراعة والأغذية للأمم المتحدة "الفاو" بمبلغ مليون وخمسمائة ألف دولار؛ لدعم صندوق الطوارئ لهيئة مكافحة الجراد الصحراوي والذي يستهدف دعم وتعزيز ورفع كفاءة أعمال مكافحة الجراد الصحراوي في أربع دول هي: اليمن، السودان، إريتريا، وإثيوبيا. مكافحة الجراد في اليمن في مارس 2020 كشف تقرير صادر عن مركز مكافحة الجراد والآفات المهاجرة أن الوضع في اليمن يدعو إلى القلق، حيث تستمر مجاميع الحوريات في التشكل على الساحل الجنوبي بالقرب من عدن، وكذلك بدأت الحشرات الكاملة غير الناضجة بتشكيل مجموعات مع هطول أمطار غزيرة في وادي حضرموت بالتزامن مع وجود حشرات كاملة منتشرة على ساحل البحر الأحمر الشمالي. وقامت المملكة عبر البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن بالتواصل مع منظمة الاغذية والزراعة "الفاو" للقيام بأعمال المكافحة والسيطرة على الجراد هناك. واطلقت المملكة في فبراير2021 م مشروع مكافحة الجراد الصحراوي في اليمن، والذي يأتي بالتعاون مع "الفاو"، ووزارة الزراعة والري اليمنية، حمايةً للغطاء النباتي والمحاصيل الزراعية، وللحد من تداعيات انتشار الجراد الصحراوي في الجمهورية اليمنية، ومواطن الانتشار في دول أعضاء هيئة الجراد الصحراوي. ويقدم المشروع السعودي دعمًا لوجستيًا في صور مختلفة من خلال توفير أطنان من المبيدات والسيارات الرباعية وأجهزة الرش المحمولة على الظهر او المحمولة عبر السيارات وحقائب الإسعاف والمولدات الكهربائية والخيام الى نقل الخبرات والمعرفة للكوادر اليمنية العاملة في قطاع الزراعة لحماية الغطاء النباتي من الآفات في المستقبل، وفقًا لأفضل الممارسات ومن المعروف ان دورة حياة الجراد تمر بثلاث مراحل (بيضة وحورية وحشرة كاملة) وله مظهران هما المظهر الانفرادي والمظهر التجمعي او المهاجر ويختلف سلوك الجراد في كل مظهر اختلافا كبيرا عن المظهر الاخر. ويحتاج الجراد الى النباتات الخضراء للغذاء وهذا يجعل فرصته الوحيدة للتكاثر هي بعد سقوط الامطار حيث تتحرك اسراب واعداد الجراد بين مناطق التكاثر بمساعدة الرياح. ويتولى مركز مكافحة الجراد والآفات المهاجرة التابع لوزارة البيئة والمياه والزراعة مهمة السيطرة على الجراد والآفات النباتية المهاجرة وقد بدأ عمله عام 1960 تحت اسم مصلحة الجراد ويعمل على وضع وتنفيذ خططه لمكافحة الجراد والآفات المهاجرة إلى المملكة، وتنسيق العمل مع الدول المجاورة. تتبع الأسراب واستكشافها اتخذت المملكة العديد من الخطوات الإستباقية لمكافحة آفة الجراد وذلك سواءً كان على صعيد داخل المملكة او خارجها وفق خطط سنوية وموسمية يتم دراستها بعناية، تعتمد في تنفيذها على مراكز الإنذار المبكر والقيام بعمليات المسح والاستكشاف لمكافحة الآفات الخطيرة بالتعاون مع عدد من الجهات المختصة داخل وخارج المملكة إما عن طريق الطائرات او عن طريق الفرق الميدانية. كما تقوم بتوفير جميع الاحتياجات والإمكانيات المادية والبشرية والإدارية والعلمية والتسهيلات الضرورية لنجاح عمليات الاستكشاف والمكافحة لصد غزو ونشاط الجراد والحد من أضراره على القطاع الزراعي وعبوره إلى الدول المجاورة.وذلك عن طريق عمليات السيطرة المبكرة على مجاميع الجراد الصحراوي قبل حدوث النضج والتزاوج بواسطة أعمال التطهير والمعالجة بالرش الأرضي للحقول والمراعي بالمبيدات او أعمال المكافحة بالرش الجوي ما يسهم بشكل كبير جداً في تقليل كثافات الحوريات مستقبلاً والحد من انتشارها وسهولة السيطرة عليهاز معالجة آلاف الهكتارات و 15 الف عملية رش في عام واحد وكشفت التقارير التي رصدتها فرق الاستكشاف والمكافحة الميدانية بوزارة البيئة والمياه والزراعة خلال الفترة من يناير وحتى منتصف فبراير عام 2021 والبالغة نحو 629 تقريرًا، عن استكشاف ومعالجة 239.810 آلاف هكتار من الجراد الصحراوي في عدة مناطق بالمملكة. وأوضحت الوزارة أن أعمال التطهير والمعالجة شملت 9 مناطق هي الرياض، القصيم، جازان، عسير، الباحة، مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، تبوك، وحائل، مبينة أن المساحة المستكشفة بلغت 179360هكتارًا، فيما بلغت المساحة المصابة والمعالجة نحو 60450 هكتارًا. في حين بلغ إجمالي عمليات الرش خلال عام 2020 اكثر من خمسة عشر الف عملية رش( 15050) عملية تم خلالها مكافحة 167 سربا من الجراد وتطهير 225254 موقعا مصاباً، كما أطلقت خدمة بلاغات الجراد الصحراوي عبر النظام الإلكتروني "بلغ"، لتمكين المستفيدين الإبلاغ عن حالة الجراد عبر النظام مباشرة، ومتابعة حالة البلاغ.