أكدت وزارة الحج والعمرة أن حكومة المملكة تولي دومًا سلامة الحجاج وصحتهم وأمنهم حرصًا بالغًا وعنايةً تامة، وتضع ذلك في مقدمة أولوياتها؛ امتثالاً لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية، مع تقديمها كل التسهيلات اللازمة التي تيسر لضيوف الرحمن أداء مناسك الحج والعمرة، وتمكّنهم من الوصول إلى المشاعر المقدسة بكل يسر وسهولة، إذ تشرفت المملكة خلال السنوات العشر الماضية فقط بخدمة ما يزيد على 150 مليون حاج. وفي ضوء ما يشهده العالم أجمع من استمرار تطورات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) وظهور تحورات جديدة له، فقد عملت الجهات المختصة – صحيًّا وتنظيميًّا – على المتابعة الدقيقة للوضع الصحي العالمي، من أجل ضمان تأدية مناسك الحج وتيسيرها وفق نموذجٍ أمثل، في ظل المستجدات المتسارعة المصاحبة لذلك الوباء، ومدى تقدم دول العالم في تحصين مواطنيها والمقيمين فيها، وعدد الإصابات فيها، مع استصحاب التحذيرات من خطورة ازدياد تفشي العدوى والإصابة في التجمعات البشرية، الصادرة من منظمة الصحة العالمية، ومن الجهات المعنية في المملكة وفي عديد من الدول. ونظرًا لطبيعة الحشود في فريضة الحج، التي تقضي أوقاتًا ممتدة في بقاع متعددة ومحددة إتباعًا لترتيب أداء المناسك، مما يجعل تطبيق أعلى درجات الاحترازات الصحية أمراً حيويًا في غاية الأهمية، لحماية صحة الحجاج وضمان سلامتهم. قصر الحج على المواطنين والمقيمين وأكت الوزارة أنه تم قصر إتاحة التسجيل للراغبين في أداء مناسك الحج لهذا العام للمواطنين والمقيمين داخل المملكة فقط، وذلك من خلال المسار الإلكتروني للحجاج الذي ستطلقه الوزارة، بما يضمن أداء الشعائر في صحة وأمن وسلامة، مع الالتزام بالضوابط التنظيمية والمعايير الصحية والمتطلبات الأمنية في جميع مراحل أداء الفريضة، وذلك على أن يكون إجمالي أعداد الحجاج لعام 1442ه هو (60 ألف حاج)، للمقيمين من جميع الجنسيات والمواطنين في المملكة، وضرورة أن تكون الحالة الصحية للراغبين في أداء مناسك الحج لعام 1442ه خالية من الأمراض المزمنة، كما أن أداء مناسك الحج لهذا العام 1442ه سيقتصر على الفئات العمرية من (18 إلى 65 عاماً) للحاصلين على اللقاح، وفق الضوابط والآليات المتبعة في المملكة لفئات التحصين (محصن، أو محصن أكمل جرعة واحدة وأمضى 14 يومًا، أو محصن متعافٍ من الإصابة). واشارت الوزارة إلى أن المملكة وهي تتشرف باستضافة الحجاج في كل عام، تؤكد أن هذا الترتيب يأتي من منطلق حرصها الدائم على صحة الحجاج وسلامتهم وأمنهم وسلامة بلدانهم أيضًا، ولذا فقد حرصت على وضع الخطط التنفيذية لتحقيق جميع الاشتراطات وتوافر جميع المعايير الصحية، مع التأكيد على ضرورة اتباع جميع الإجراءات الاحترازية وتطبيقها أثناء تأدية الحاج للمناسك. ضوابط وإجراءات صحية وأكد وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة, أن المملكة عملت من خلال هيئة الصحة العامة «وقاية» ومركز طب الحشود إلى دراسة الجوانب الصحية كافة، ووضعت إجراءات تسهم بإذن الله في الحفاظ على سلامة وصحة الحجاج, ووضعت ضوابط وإجراءات صحية للحفاظ على صحة الحجاج وسلامتهم، بما يتمشى مع التوجهات الصحية. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بمشاركة نائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبدالفتاح بن سليمان مشاط, للحديث عن آلية تنظيم حج هذا العام 1442ه وقرار قصر حج هذا العام على حجاج الداخل. وقال : «إن وزارة الصحة وبتوجيهات من خادم الحرميين الشريفين، ومتابعة من سمو ولي العهد تعلن استعدادها لاستقبال ضيوف الرحمن في حج هذا العام» منوهاً بما تمتلكه المملكة من خبرة واسعة في التعامل مع الحشود نظراً لتنظيمها شعائر الحج على مدار عقود خلال الفترة الماضية، كما أنها اكتسبت خبرة في التعامل مع الوباء خلال الفترة الماضية ما يمكنها من إدارة الحج في الوقت الراهن بكفاءة عالية. فتح البوابة الالكترونية من جهة أخرى كشف نائب وزير الحج الدكتور عبدالفتاح بن سليمان مشاط أمس أن المملكة حريصة على سلامة الحجاج أكثر من الحرص على اقتصادات الحج. وأضاف أنه سيتم فتح البوابة الإلكترونية للحج، للراغبين بالتسجيل، عند الواحدة من ظهر اليوم وحتى العاشرة من مساء يوم الأربعاء 13 ذو القعدة 1442 ه بحيث يكون التسجيل متاحاً خلال كامل الفترة ولا توجد أولوية للتسجيل المبكر، مؤكداً أن الأولوية للتسجيل في حج هذا العام لمن لم يحج خلال السنوات الخمس الماضية. وسيبدأ الحجز وشراء الباقات عند الواحدة من ظهر يوم الجمعة 15 ذو القعدة 1442 ه، كما ستكون هناك حملات من داخل المملكة عبر المسار الإلكتروني وسيتم إتاحة التسجيل فيه للحجاج على مرحلتين. وقال الدكتور عبد الفتاح مشاط، أنه ستكون هناك منصة إلكترونية عبر بوابة الوزارة لتسجيل الراغبين بالحج هذا العام من المواطنين والمقيمين، مؤكدا ان قرار إقامة الحج بأعداد محدودة هذا العام جاء امتثالا لمقاصد الشريعة في حفظ النفس البشرية. واضاف «درسنا جميع المؤشرات، ليتطابق حج هذا العام مع أعلى المعايير الصحية ووجدنا تفهما كبيرا من الدول الإسلامية حول الضوابط المعلنة موضحا أن التجمعات البشرية تزيد من تفشي الوباء لذلك تم تحديد ضوابط الحج واتاحته لمن هم داخل المملكة من جميع الجنسيات، والتسجيل متاح للجميع، المقيمين والمواطنين، ممن تنطبق عليهم المتطلبات الصحية والنظامية. درار: صحة وسلامة الإنسان أولاً على صعيد آخر أكد رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة والزيارة مازن درار في تصريح ل(البلاد) إقامة موسم الحج هذا العام دليل جلي على حرص قيادة المملكة العربية السعودية الدائم على تمكين ضيوف بيت الله الحرام وزوار مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام من أداء مناسك الحج والعمرة ، واستمرارية النسك تحت كل الظروف ، فهذا الموسم الثاني الذي يقام في الحج في ظل جائحة كورونا التي ضربت العالم أجمع فرغم استمرار الأزمة، إلا أن القيادة السعودية، وبقرار حكيم، اعتمدت موسم الحج هذا العام بشكل مختلف، وبأعداد مدروسة ، وفق إجراءات نظامية مختلفة ومنضبطة ، من خلال تدابير احترازية ووقائية، حرصا منها على سلامة الجميع، وحفاظا عليهم من الأمراض، وهو ديدنها كل عام حيث تضع المملكة صحة وسلامة الإنسان أولا . وأضاف: «مع صدور الإعلان الرسمي لتفاصيل الآلية المعتمدة لإدارة موسم الحج الحالي والتي بلا شك ستكون ضمن الخطة الشاملة التي اتخذتها السعودية منذ بداية هذه الجائحة حيث أثبتت الإجراءات الاستثنائية التي نفذت في العام الماضي ، والتي اتخذتها الجهات المختصة ، فاعليتها بل وكانت محل ثناء واشادة كافة الدول الإسلامية سيما أنها كانت سبيلا لإقامة شعيرة الحج ومواجهة الوباء بالأدوات المتاحة، والأساليب المتطورة، والإرادة القادرة على صنع الفارق ، وذلك لتحقيق شيء واحد فقط، وهو حماية أرواح المواطنين والمقيمين على أرض السعودية» . واستطرد قائلاً : « قرارا تنظيم الحج واقامته في ظل هذه الأزمة العالمية التي لا تزال تهدد دول عدة ، مرتبط بجوانب عدة في مقدمتها الشرعية والصحية والاقتصادية والأمنية لذا كانت لموسم حج هذا العام معاملة خاصة وحساسة في آن معا ، فالجهات المعنية تعمل مستندة في ذلك إلى كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – بضرورة حماية النفس، والعمل الذي لا يتوقف لحماية أرواح الناس لا سيما في موسم الحج الذي يجمع عادة أعدادا كبيرة ، لذا فالتنظيم القادم لمن يترك تفصيلا إلا وعالجه، ولا احتمالا إلا وتعاطى معه، بما يضمن في النهاية، موسما روحانيا خالصا، وفق المعايير التي فرضتها الجائحة العالمية. الأولوية تبقى دائما توفير الحماية إلى أقصى مدى لصحة الحجيج، وإتمام الشعائر المباركة بكل يسر ونجاح». وختم درار الحديث بالتعليق : « موسم حج هذا العام سيكون بحول الله مميزا وناجحا وسنرى فيه القدرة التقنية للمملكة والجهات الرسمية من وزارات وهيئات والتي استخدمت واستثمرت في التطبيقات الإلكترونية في خدمة الحجيج، ما سيساعد بحول الله لانسياب الخدمات بطريقة محكمة وميسرة، سيما أن المملكة تتمتع بشبكة تقنية مميزة مبنية على التطوير الرقمي لذا ستكون « الخدمات الرقمية من أهم مرتكزات الحج الآمن». أعداد محدودة ولا شك أن قصر الحج على أعداد محدودة ينبع من حرص المملكة على صحة وسلامة الحجاج في ظل استمرار الجائحة وتحورها في عدد من البلدان وما يمكن أن تشكله من خطورة على التجمعات البشرية، كما أنه يحقق مقاصد الشريعة في الحفاظ على النفس البشرية وما اتفق عليه علماء الأمة والخبراء من ضرورة اتخاذ كافة الاجراءات للتصدي للفيروس ومنع انتشاره . وتعمل المملكة على تسخير كافة امكانياتها من أجل حج صحي وآمن مستعينة، بالمعرفة الدقيقة والمتابعة اللصيقة للأوضاع العالمية والتوصيات والأبحاث العلمية لدرء مخاطر الفيروس .