في الوقت الذي تتحضر فيه مفاوضات فيينا لجولة سادسة بشأن توسيع الاتفاق النووي مع إيران ، بضمانات وقف سلوكها العدواني في المنطقة ، يتمادى نظام الملالي في خداعه للمجتمع الدولي سعيا لامتلاك السلاح النووي، من خلال معامل ومنشآت سرية موجودة لهذا الغرض. فقد أظهرت صور للأقمار الصناعية نشرتها شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية إحدى هذه المنشآت التي كان يجري فيها العمل بعيدا عن رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، والتقطتها شركة "ماكسار تكنولوجيز"، وحللتها شركة المخابرات الإسرائيلية الخاصة "إنتل لاب" ومعهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، ووثقت الصور وجود شاحنات وأعمال حفر تجري بقرية سانجاريان، الواقعة خارج طهران. وطبقا لتقرير "فوكس نيوز" ، تبدوا 18 مركبة بالموقع ، بالإضافة إلى أعمال حفر ومركبات أخرى ، لتعيد هذه الصور اهتمام المجتمع الدولي والوكالة الذرية بضرورة الكشف عن طبيعة النشاط بتلك المنشآت. وأزيح الستار للمرة الأولى عن الموقع، عندما حصل الموساد الإسرائيلي على أرشيف إيران النووي السري ويتضمن 50 ألف ملف حاسوب، و50 ألف وثيقة تتحدث عن مشروع "آماد" الإيراني ، وسبق أن كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن "آماد" هو المشروع العلمي لتصنيع سلاح نووي الذي تم إيقافه، قبل سنوات. في غضون ذلك طالبت الولاياتالمتحدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية باستمرار مراقبة أنشطة إيران على النحو المبين في اتفاق تم تمديده مؤخرا حتى 24 يونيو الحالي ، مرجعة طلبها، خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية لعدم تقويض المحادثات الرامية لإحياء اتفاق إيران النووي المبرم عام 2015 وفق ضمانات أقوى ومدى زمنيا طويلا. وقال بيان أمريكي خلال الاجتماع، إن واشنطن تشجع طهران بقوة على تجنب أي عمل من شأنه أن يمنع جمع المعلومات أو السماح للوكالة بالوصول إلى المعلومات الضرورية من أجل أن تتحقق سريعا مرة أخرى من استمرارية المعرفة. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن "بعض العقوبات المفروضة حاليًا على إيران تستهدف ردع سلوكها المزعزع للاستقرار ، وتظل سارية حتى في حالة عودة طهران للالتزام بالاتفاق النووي". وأكد بلينكن خلال جلسة للكونجرس أن واشنطن تبذل قصارى جهدها لمنع تقدم البرنامج النووي الإيراني نحو القدرة على تصنيع سلاح نووي. ويأتي الطلب الأمريكي، في وقت قال فيه مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه من الصعب تمديد الاتفاق المتعلق بالرقابة على المنشآت النووية بين إيران والوكالة، وأبدى رافاييل جروسي قلقه من تخصيب إيران لليورانيوم بنسب مرتفعة. وفي الداخل الإيراني ، يزداد خناق الفقر على غالبية الشعب ، وازدادت حالات الانتحار وإضرام إيرانيين النار في أجسادهم هربا من واقع مرير والموت جوعا، بسبب سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية المتردية، ومن هذه الحالات إقدام 3 عمال في وزارة النقل والتنمية العمرانية على ذلك بمحافظة كرمنشاه غربي البلاد. وتضاعفت معدلات البطالة في إيران، مع تفشي فيروس كورونا المستجد الذي دفع النظام الحاكم إلى فرض إجراءات وقيود صارمة على القطاعات والأنشطة.