نجحت المظاهرات الاحتجاجية في العاصمة العراقية بغداد في توفير الدعم المعنوي للأجهزة الأمنية في التصدي لميليشيات وعناصر القتل الموالية لنظام الملالي الإيراني، حيث اعتقلت أمس القيادي في ميليشيات الحشد الشعبي قاسم مصلح، بتهمة اغتيال الناشط إيهاب الوزني ونشطاء آخرين مطلع مايو الجاري في كربلاء. وقال مصدر أمني عراقي إن المتهم رافق القوة الأمنية دون اعتراض، حيث أوقفته عندما كان في طريقه إلى مدينة كربلاء، قادماً من محافظة الأنبار، وذلك في ساعة متأخرة من الليل. ويعد مصلح من قيادات الحشد المقربة لقائد فيلق القدس الإيراني الإرهابي قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، اللذين اغتيلا في غارة أميركية مطلع العام الماضي في مطار بغداد الدولي. وبحسب وثائق الدعوة المقامة ضده، فإنها جاءت وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب العراقي ، حيث أقامت "عائلة الناشط المغدور، الذي اغتيل مطلع الشهر الجاري، دعوى قضائية، ضد القيادي في الحشد الشعبي المتهم قاسم مصلح، بتهمة التورط بقتل ابنهم". ويتوقع مراقبون أن تصدر مذكرات قبض أخرى بحق قيادات في المجموعات المسلحة، خاصة مع توفر الأجواء السياسية، وهو التوجه الحالي نحو الكشف عن قتلة المتظاهرين، والاحتجاجات التي عادت قبل يومين ، وهو ما يوفر زخماً وقدرة للأجهزة المعنية، على اعتقال أي مطلوب من الحشد الشعبي والفصائل الموالية لإيران والتي تمارس جرائم القتل والاغتيالات والفتن الطائفية لضمن سيطرتها على الساحة ونفاذها في الأجهزة الحكومية والاقتصاد العراقي. وشهدت العاصمة العراقية بغداد، ومحافظات أخرى، احتجاجات واسعة، تنديدا باستمرار جرائم قتل النشطاء، وسط مطالبات بكشف منفذي تلك الأعمال، وإجراء محاكمات عادلة لهم. وتوافد آلاف المحتجين من مختلف محافظات البلاد، إلى عدة ساحات في العاصمة بغداد، ومنها توجهوا إلى مركز الاحتجاج الرئيس وهو ساحة التحرير، مرددين هتافات مناوئة للأحزاب ، ومنددة بحوادث اغتيال النشطاء.