مع أوائل عام 1966 م نشرت صحيفة البلاد خبرا بعنوان 23 الف كتاب وزعتها مكتبة رابطة العالم الإسلامي وذلك سعيا منها لنشر الوعي والثقافة الإسلامية بين المسلمين في العالم الإسلامي وكذلك (الدعوة الى الإسلام في المناطق التي حاول دعاة الباطل نشر النصرانية بين سكانها). وتعتبر رابطة العالم الإسلامي منظمة إسلامية شعبية عالمية جامعة مقرها مكةالمكرمة، تعنى بإيضاح حقيقة الدعوة الإسلامي، ومد جسور التعاون الإسلامي والإنساني مع الجميع. أنشئت بموجب قرار صدر عن المؤتمر الإسلامي العام الذي عقد بمكةالمكرمة في 18 من مايو 1962 م. وتستخدم في سبيل تحقيق أهدافها الوسائل التي لا تتعارض مع أحكام الشريعة الاسلامية. وتتمثل الرابطة في كل من هيئة الأممالمتحدة بصفة عضو مراقب بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بين المنظمات الدولية غير الحكومية ذات الوضع الاستشاري، منظمة المؤتمر الإسلامي بصفة مراقب تحضر مؤتمرات القمة، ووزراء الخارجية، وجميع مؤتمرات المنظمة. منظمة التربية والتعليم والثقافة (اليونسكو) بصفة عضو. منظمة الطفل العالمية (اليونيسيف) بصفة عضو. فكر جديد لاستثمار التنوع تسخر المملكة موقعها الاستراتيجي كونها قلب العالمين العربي والإسلامي ومنبع الإسلام وقائدة للعالم الإسلامي لشرح الصورة الحقيقية للإسلام من خلال تقبل الآخر ونشر ثقافة التسامح ومحاربة التطرف والدعوة الى الإسلام من خلال تطبيق سلوكياته واخلاقه على ارض الواقع لا شعارا يرفع فقط. وتؤمن المملكة بان إيضاح حقيقة الدين الإسلامي ومد جسور التعاون الإسلامي والإنساني مع الجميع لا يتأتى إلا برسالة تؤمن بالحكمة و القدوة الحسنة والارتقاء بالعلاقات الإنسانية بين أبناء الجنس البشري كما تؤمن بأن التعايش بين أتباع الأديان والثقافات يمثل حاجة ملحة تتطلبها مصلحة الجميع في مواجهة أصوات الكراهية والعنصرية، وشعارات الصدام والصراع الحضاري. وأدركت المملكة أهمية ونبل الرسالة المنوطة برابطة العالم الإسلامي فعملت على تأسيسها وتعهدها بالرعاية بوصفها رائدة العمل الإسلامي. في 12 أغسطس 2016م وقع الاختيار على تعيين الشيخ الدكتور محمد عبدالكريم العيسى أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي والذي اسهم بشكل فعال في النهوض بدورها عبر فكر منفتح ورؤية جديدة بتفعيل دورها بشكل أكثر تأثيراً وبحضور أقوى للأحداث وبشكل عصري وذلك من خلال الاتصال وفتح قنوات جديدة للاتصال مع كافة المنظمات الدولية والدينية انطلاقا من مبدأ أحقية البشرية في العيش بسلام خاصة وان الأديان بريئة من هذه النزاعات والصراعات. والفكر الجديد الذي تنتهجه الرابطة هو تأكيد على رؤية المملكة ومستمد منها ..فالشفافية والوضوح لكافة انشطة الرابطة والإغاثية هي ديدن الدولة المضيفة. ويعمل بمكاتب الرابطة في أنحاء العالم أيضاً كفاءات إدارية من غير المسلمين .. كما ان دعم المحتاجين والمنكوبين واللاجئين في جميع دول العالم يتم بدون تفريق ديني ولا مذهبي ولا جغرافي ولا عرقي. وثيقة مكة يد السلام والمحبة في 29 مايو 2019 م أقر 1200 شخصية إسلامية من 139 دولة يمثلون سبعاً وعشرين مكوناً إسلامياً من مختلف المذاهب والطوائف، وفي طليعتهم كبار مفتيها "وثيقة مكةالمكرمة"؛ دستوراً تاريخياً لإرساء قيم التعايش بين أتباع الأديان والثقافات والأعراق والمذاهب في البلدان الإسلامية من جهة، وتحقيق السلم والوئام بين مكونات المجتمع الإنساني كافة من جهة ثانية، مستلهمين الأثر البالغ ل"وثيقة المدينةالمنورة" التي عقدها النبي صلى الله عليه وسلم قبل 14 قرناً لحفظ تنوع الدولة الإسلامية وتعايشها باختلاف مكوناتها، مؤكدين أهمية المرجعية الروحية للعالم الإسلامي، حيث قبلة الإسلام والمسلمين، ومصدر إشعاعه للعالمين برحابها الطاهرة في مكةالمكرمة بالمملكة العربية السعودية، وبالاستحقاق الكبير لقيادتها السياسية، وما اضطلعت به من خدمات جليلة للإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء. المؤتمر كان برعاية سعودية ونبعت فكرة وثيقة مكة من لدن سمو ولي العهد صاحب فكرتها والداعم والمتابع لها حتى صدرت عن مفتي وعلماء الأمة الإسلامية، والتي تحمل في طياتها قيم الإسلام الرفيعة للإنسانية جمعاء، مبينة المنهج السوي للخطاب الديني من منبعه الأصيل، ومن قبلته الجامعة مكةالمكرمة بالمملكة العربية السعودية، بوصفها الممثل للأمة الإسلامية. وتؤكد الوثيقة أهمية مبادئ التسامح والتفاهم المتبادل بين الشعوب من مختلف الثقافات والشرائع، التي تتوافق مع المبادئ والأهداف المنصوص عليها في ميثاق المنظمة. وترسي الوثيقة قيم التعايش بين أتباع الأديان والثقافات والأعراق والمذاهب المختلفة في البلدان الإسلامية، وشددت على أنه لا يبرم شأن الأمة الإسلامية، ويتحدث باسمها في أمرها الديني إلا علماؤها الراسخون، وتؤكد على أن البشر على اختلافهم ينتمون إلى أصل واحد وهم متساوون في إنسانيتهم. وتشدد الوثيقة على أن التنوع الديني والثقافي في المجتمعات الإسلامية لا يبرر الصراع والصدام، وتدعو إلى مكافحة الإرهاب والظلم والقهر ورفض استغلال مقدرات الشعوب وانتهاك حقوق الإنسان، وترفض العبارات والشعارات العنصرية. وقد أعلن مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي إقرار واعتماد «وثيقة مكةالمكرمة» وثيقةً مرجعية في المؤسسات الوطنية والإقليمية ذات الصلة بالعالم الإسلامي، بما في ذلك المؤسسات التعليمية والدينية والثقافية في بلدانهم كافة.