بعد أيام من إغلاق باب الترشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية، وانطلاق الحملات الدعائية للمرشحين، يلاحق التاريخ الأسود من ذبح وعمليات قمع للمعارضة العديد من مرشحي نظام الملالي في الانتخابات. وأكدت المعارضة الإيرانية في بيان – حصلت "البلاد" على نسخة منه – أن المرشحين للانتخابات الرئاسية، الذين دفع بهم نظام الملالي، ارتكبوا العديد من الجرائم التي يحاكم عليها القانون الدولي، متمثلة في القمع، وتصدير الإرهاب والتطرف، والنهب على مدار أربعة عقود مضت. وأشارت المعارضة إلى أن المرشحين مثل إبراهيم رئيسي، وعلي لاريجاني، وإسحاق جهانغيري، وسعيد جليلي، وآخرين من قادة الحرس الثوري تلقوا أوامر مباشرة بسفك دماء الإيرانيين الأبرياء في مظاهرات عام 2009، متسائلة كيف لمجموعة من السفاحين أن يكون من بينهم رئيساً للدولة. وفندت المعارضة الإيرانية التاريخ الأسود في الاغتيالات والقمع للمرشح إبراهيم رئيسي، منفذ مذبحة السجناء السياسيين عام 1988، وواحد من أكثر المجرمين شراسة ضد الإنسانية ففي يوليو 1985، تم تعيينه نائباً لعلي رازيني، المدعي العام لمحكمة الثورة في طهران وشغل منصب مدير القسم الذي يتعامل مع الفصائل المعارضة، وفي عام 1988 تم تعيينه عضوًا في فرقة الموت في طهران، ولعب دورًا رئيسيًا في إعدام آلاف السجناء السياسيين دون محاكمة. وأكدت المعارضة الإيرانية، أن إبراهيم مدرج على قائمة عقوبات الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب الإعدامات وانتهاكات حقوق الإنسان وقمع الانتفاضات الشعبية والمشاركة في مذبحة السجناء السياسيين، أما علي لاريجاني، فقد فرض الرقابة والقمع على إذاعة وتلفزيون الدولة منذ بداية حكم الملالي، وفي أوائل الثمانينات، انضم رسميًا إلى الحرس الثوري، حيث شغل منصب معاونية الحرس ونائب رئيس الأركان، وشارك بنشاط في إرسال الأطفال إلى حقول الألغام لاكتشاف الألغام، مبينة أن لاريجاني كان ممثلا لخامنئي في مجلس الأمن الأعلى للنظام، ولعب دورًا نشطًا في خداع المجتمع الدولي بشأن إنتاج الأسلحة النووية. وبعد كشفها لخدع الملالي، نظمت مجموعة من أمهات شهداء انتفاضة نوفمبر 2019، تجمعا في طهران للمطالبة بمقاطعة شعبية للانتخابات الرئاسية، حيث ردد الأمهات هتافات تطالب بمقاطعة الانتخابات والإطاحة بنظام الملالي، كما طالب الأمهات في التجمع بالقصاص ممن قتلوا أولادهم وسفكوا دماءهم في شوارع طهران، مشيرين إلى أن التصويت في هذه الانتخابات هي خيانة للشهداء ولأمهاتهم ومن شاركوا في ثورة 2019 الدامية. وقالت والدة الشهيد رضا معظمي كودرزي؛ إن التصويت ببساطة يدمر مستقبل أبنائكم وحياتهم، موضحة أنه من الخطأ اختبار ما تم اختباره بالفعل، لقد اختبرنا هذا النظام في الأربعين سنة الماضية وفشل في إدارة البلاد، فيما قالت المعارضة الإيرانية مريم رجوي: "لنحول كل بيت وزقاق وشارع إلى مركز للاحتجاج وللتظلم من أجل الشهداء، بمقاطعة نشطة لمسرحية الانتخابات اللاوطنية".