ظهرت خلال الشهور الماضية عدة سلالات متحورة من فيروس كورونا وبدت أكثر فتكا وقدرة على الانتشار ما أطال أمد الوباء في مناطق كثيرة من العالم ، فيما أثارت السلالة الهندية لفيروس كورونا المخاوف في جميع الدول العالمية ، إذ أدت إلى إصابة العديد كما قضت على الآلاف من أفراد المجتمع الهندي ، ويظل السؤال: هل العالم ومنه الخليج في مأمن من السلالة الهندية ؟ وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن "جميع الفيروسات، بما في ذلك سارس-كوف-2 تتغير بمرور الوقت، وهذا يؤدي إلى ظهور متحورات جديدة معظمها ليس له تأثير من ناحية الصحة العامة". السلالات والتحورات الجديدة يقول خبير واستشاري الوبائيات في منظمة الصحة العالمية بإقليم الشرق المتوسط الدكتور أمجد الخولي ل" البلاد": السلالات والتحورات الجديدة شأنها شأن الفيروس الأصلي، أي أنها لا تعرف حدوداً جغرافية ، ولا يمكن لبلد أن يكون بمأمن منها بمعنى منع وصولها إليه، ولكن يمكن بالطبع الحد من انتشارها واحتواء آثارها باتباع أعلى مستويات الاستعداد والحذر ورفع مستوى الترصد والاكتشاف والتعامل مع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية بكل جدية. تتميز بسرعة انتشارها وأكد في ختام تصريحه ، أن هذا الكلام ينطبق أكثر ما ينطبق على دول الخليج نظراً الجوار الجغرافي ولوجود عمالة من الهند بأعداد كبيرة، فضلاً عما نعرفه عن هذه السلالة من سرعة انتشار لاتسامها بوجود طفرتين. سلالة متحورة مزدوجة من جانبه أوضح الخبير الصحي البروفيسور توفيق خوجة ، أن السلالة الهندية التي أنتشرت في الهند بشكل مخيف وأدت إلى تزايد الإصابات والوفيات وتدهور النظام الصحي هي سلالة تعد "متحورة مزدوجة"، أي تشتمل هذه السلالة على طفرات "مرتبطة بزيادة انتقال العدوى" وبقدرة أقل على تحييد الفيروس من خلال بعض العلاجات بأجسام مضادة وحيدة النسيلة (مستنسخة من خلية واحدة من الأجسام المضادة). يتمتع بقوة مضاعفة وقال، أن التقارير الصحية الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية أوضحت أن الفيروس يتمتع بقوة مضاعفة في حال دخوله جسد الأشخاص وخصوصًا كبار السن وغيرهم الذين يعانون من أمراض مزمنة ، لذا فأن تطبيق التدابير الاحترازية والاشتراطات الصحية الوقائية والتحصين من قبل أفراد جميع المجتمعات أمر مهم لتفادي تحورات وسلالات كورونا. أهم الأعراض الجديدة ولفت إلى أن أهم الأعراض الجديدة التي لاحظوها في مرضى كوفيد-19 خلال الموجة الثانية من السلالة الجديدة في الهند تشمل: الإسهال ، آلام البطن ، الطفح الجلدي، التهاب الملتحمة ، حالة الارتباك وضباب الدماغ (تشوش التفكير) ، كما يصاحب المرض أعراض فيروس كورونا المعتادة مثل الحمى والتعب والسعال ، وتغير لون أصابع اليدين والقدمين إلى اللون الأزرق، ونزيف من الأنف والحلق بعيدا عن الأعراض المعتادة مثل التهاب الحلق، وآلام الجسم، والحمى، وفقدان الشم والذوق. الالتزام بأخذ التطعيم وخلص البروفيسور خوجة إلى القول:فيروس كورونا بشكل عام أشرس فيروس في تاريخ البشرية وأمتلك الآن خاصية التحور وإظهار السلالات الجديدة ، ومن وجهة نظري فأن الالتزام بأخذ التطعيم مهم جدًا وضروري لأنه حسب الدراسات الحالية فأن التطعيمات الموجودة قادرة على التعامل مع فيروس كورونا ، وبجانب ذلك يجب عدم إغفال ارتداء الكمامة وتطبيق التباعد الجسدي حتى لو في حال التحصين بالجرعتين. مخاطر السلالة الهندية وفي سياق متصل أورد موقع "تايمز أوف إنديا" حتى الآن (10) حقائق عن السلالة الهندية وهي :ظهرت لأول مرة فى شهر أكتوبر الماضي وتحديدا فى ولاية مهاراشترا غرب الهند وكانت ظهرت فى نحو 220 عينة في بادئ الأمر. -تجرى العديد من الدراسات لفحص خصائص السلالة الهندية المتحورة والتى تبين أنها تتطابق إلى حد كبير مع سلالة جنوب إفريقيا والسلالة البرازيلية. -تكمن خطورة السلالة الهندية فى أنها تمثل تحورا جديدا للفيروس، وبالتالى يصعب على الجهاز المناعي التعرف عليها وإنتاج أجسام مضادة لمقاومتها. -تزداد خطورة السلالة الهندية لأنها تقع فى جزء مهم داخل البروتين الشائك للفيروس الذى يخترق الجهاز المناعي ويصعب التعرف عليه لمهاجمته. -تختلف السلالة الهندية عن السلالات الأخرى لأنها سريعة الانتشار وتتمكن من النفاذ إلى الجهاز المناعي والتكاثر داخل الجسم. -يعانى المصابون بأعراض تنفسية شديدة مثل ضيق التنفس وألم بالصدر والشعور بالاختناق. -فقدان حاستي الشم والتذوق من الأعراض المستمرة أيضا في السلالة الهندية المتحورة. -نقص الأكسجين وتكون الجلطات أخطر المضاعفات التى تلاحق المصابين بتلك السلالة. -تجاهل الإجراءات الاحترازية مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة أكثر العوامل التى أدت إلى ظهور السلالة الهندية. -مازال مصير السلالة الهندية المتحورة غامضا أمام اللقاحات حتى يتم تحديد خصائصها ومدى قدرة لقاحات كورونا على مقاومتها.