موجة أغرقت العالم بالوباء القاتل، أودت بحياة شيوخ، ونساء، وقضت على حياة شباب في مقتبل العمر، ليقابلها العالم بكل أسلحته، غير أنها استمرت بشراسة أكبر ممتدة لموجة ثانية، وهلع من ثالثة ربما يكون أثرها أوقع من السابقتين، بيد أن المملكة دوماً سباقة لمكافحة فيروس كورونا المستجد، إذ منحت الكل حق الفحص والعلاج المجاني، وعندما أنتجت شركات العالم لقاح "كوفيد – 19" سارعت لاستيراده، وفتح التسجيل المجاني لكل الراغبين فيه، لتكون من أفضل الدول تعاملاً مع الأزمة الصحية العالمية، من واقع ما اتخذته من إجراءات صحية، وتدابير وقائية كان لها الفضل في تخفيف حدة الوباء، ومع تزايد الحالات في الأيام الماضية، يأتي التحذير دوماً من التفريط في تطبيق الاحترازات لكي لا نعود إلى مربع الإغلاق. ويقول استشاري طب الأسرة وأخصائي مكافحة العدوى الدكتور تركي كمال ل"البلاد"، إن عدم التزام المجتمع بالاحترازات سيكون مدخلاً لزيادة الإصابات بلا شك، لذلك لابد من تطبيق الإجراءات الوقائية اللازمة، والبعد عن التجمعات العائلية فوق العدد المسموح خصوصا مع موسم رمضان، فضلاً عن إيقاف المصافحة باليد بالنسبة لبعض الأشخاص الذين لا يزالون مصرين على هذه العادة، مع لبس الكمامة بشكل دائم في الأماكن العامة، داعياً الجميع مع اقتراب شهر رمضان إلى تجنب إقامة ولائم وتجمعات، كون أن خطر الفيروس لا يزال قائما، مع ضرورة تجنب زحام الأسواق والمحال التجارية والالتزام بالإجراءات الاحترازية منعاً لدخول المربع الأول من أزمة كورونا. من جانبها، أكدت المستشارة الأسرية أمة المجيب الشامي، على ضرورة وأهمية الاستفادة من التجربة الأولى لجائحة كورونا بوجود سلوك وممارسة حياة المحافظة على الاحترازات، مؤكدة ضرورة وجود هذا السلوك عند كل فرد انطلاقا من مسؤولية الفرد تجاه نفسه وتجاه مجتمعه. وأضافت: "التزام كل فرد بالإجراءات الاحترازية وتوعيتهم للوقاية من الإصابة بالفيروس لابد أن تصبح ثقافة مجتمع لنتجنب الإغلاق والحظر الكامل". ولفتت الشامي إلى أن المجتمع السعودي واعٍ، مقارنة بمجتمعات أخرى، وقد أثبتت الجائحة التزامه بالإجراءات الاحترازية مع وجود بعض المخالفات من مواطنين ومقيمين. ويرى الخبير الاقتصادي الدكتور ناصر القرعاوي، أن نجاح المملكة في التصدي لجائحة كورونا يرجع للتدابير الاحترازية القوية والدعم السخي المالي للقطاعات الحكومية والأهلية والأمنية، وأضاف "لو لم تكن هناك إرادة حكومية تتحمل مسؤوليتها بأمانة تجاه حماية المجتمع بكل مكوناته لما كنا من الدول الأقل حاليا في الإصابة بالمرض، منوها إلى أن التدابير الوقائية خففت من الخسائر الاقتصادية والبشرية، وأن عودة الحياة الطبيعية ثمرة الدور الحكومي المميز، مشددا على ضرورة استمرار وعي المواطن وعدم التهاون والتقيد بالاحترازات منعا للعودة إلى الإغلاق الذي يلقي بظلال قاتمة على الاقتصاد، مؤكداً أن قرارات الدولة بمناسبة قرب شهر رمضان من تنظيمات وتدابير ستسفر عن تراجع تعداد المصابين.