صحونا على (ضجة تصفيات كأس آسيا وكأس العالم 2022 بقطر) وهمسة وترنا الأخضر المختفي بسبب متغيرات الظروف الرياضية العالمية!! وفي تحليل واقعي مثقف، وثقة بالنفس وعزم وهمة مؤمنة قعساء استنبت (المدرب الفرنسي هرفي رينارد) إمكانات منتخبنا وخبراته وقدراته حتى سهوب دمه، آزره تشكيلٌ متواشجٌ جديدٌ.. وكان قد قاس للمنتخب وجهته وخيالاته، واستشهد فلم يضع العربة أمام الحصان! ويقيني أننا أدركنا ذلك، وهو الأدرى بذلك. مُنتخُبَنا انتصرَ أمام الكويت (ودياً) بهدف عبدالإله العمري ثم لعب (رسمياً) أمام فلسطين ضمن مجموعته التي تضم أيضاً (أوزبكستان وسنغافورة واليمن) وهو الذي يمتلك 11 نقطة من خمس مباريات، يليه أوزبكستان ب 9 نقاط. فماذا حدث؟! لم ترفع الشمس خيمتها في صحاري السحاب، فلا يزال البطل الآسيوي فيه ما في العطر من العطر، وإن كانت طريقه الأولى هشة وقد نزل المنتخب على نرجس، ففاز على فلسطين في ملعب (مرسول بارك) بالرياض بخمسة أهداف بهدف للشهراني والمولد وهدفين للشهري وهدف لسالم الدوسري، ولا يزال تقع خطواته على لؤلؤ!! وفي مباراته الثانية القادمة أمام اليمن سيشْهد رينارد، بإذن الله، ألق (محمد العويس و ياسر الشهراني وفهدالمولد وعبدالإله العمري وعبدالإله المالكي وسالم الدوسري ومحمد كنو وسلطان الغنام وعبدالله مادو وعبدالله عطيف وصالح الشهري وسامي النجعي والكويكبي والبريك وغريب وفراس البريكان وعلي الأسمري) لكنها الجوقة العارمة لم تكبل أيدينا بحديد القهر، إن شاء الله، ولن يكون رينارد ودفاعه حمامة دوح تأتي من روض الظهير الأيمن أو يكون الوسط الأيسر نسمة أو ريشة يلعب بها! والأخضرُ قطرةٌ من القارة الكبرى والعالم وقطرةٌ من أسرار بحر الأبطال، ولكن هَديل البحر جاء هديرَا فاجأنا والسببُ نهج كروي شرس وعدم تراخ و حسن طالع وتواشج لاعبيه في كرة الدوري مع أنديتهم والذي لم يكن بمجمله شجراً نسْتظل به في المساء! بيد أن تطور تكتيك رينارد على أهميته لم يصل إلى مستوى تجاوز المنظومة الأولى في التنافس على التأهل، وإن كان انسجامه تشكيليًا قادرًا على فرض سيادته الدفاعية الهجومية تجاه آسيا، إذ حملت الحركة التشكيلية في أحشائها بشارات في الظهير والوسط والهجوم تجلّت في تهميش الأقدر وإحكام الرقابة على المنافس ومباغتته حتى على مستواه الفكري الكروي، فنهج الحماس ورأس الحربة الحقيقي والوهمي أسلوبًا يعتمد على غنائم لم تكن هشة وسرابية وهو ما حدا رينارد في أن يعلنها إلى اختيار التسليم بالأمر الواقع ظنًا منه أن الكشف عن معالم التشكيل الجديد والتكتيك المنبثق عنه ونمط الخطط يمكن أن تشكل نافذة تطل على بعض سلبيات الحسم في السابق والاستثمار (طوعًا أو كرهًا) ضمن إشكالية التَّطور السريع بلياقة جيدة والحالة هكذا..؟ فلم يفاجُئنا (تشكيُل هيرفي رينارد ) بمزيج يشرح إنجازاتنا العالمية، فصْحونا على ضجة كأس آسيا وكأس العالم بنفس الآن بحادٍ جديد؟ ولم يفاجْئنا مطر ملعب آسيا والعالم ، فنشر اللاعبون الشباب أغصاننا الخضراء، وأخرجوا أوراقنا وبراعمنا ومدُّوا جذورنا لتنضجُ ثمارنا بعض الشيء ؟ ولم ننُصت لتحليل آخر من هؤلاء الفتية فنرضخُ للصمت بل التهموا بسبب ذلك البهاء الكروي مساءً أسمعوه في هسيس اللعب نقل الخطو والبناء اللياقي شبه الممتلئ ثم ازدهار الروح الكروية ؟!