منذ إقرار وزارة الرياضة للتنظيمات الجديدة لجميع الأندية الرياضية في المملكة، والتوجه كان واضحاً ببداية عصر جديد من الأنظمة الصارمة والمحترفة، وأننا في مرحلة انتقالية من الحزم والعزم تجاه كل ما يعكر أو يعرقل الانطلاقة الحقيقية للأندية الرياضية وفق رؤية 2030. وكان جلياً ذلك التوجه في أنظمة الحوكمة وشهادة الكفاءة المالية، وسن نظام واضح تسير عليه إدارات الأندية بعيداً عن الاجتهادات السابقة، التي كانت تكلف أنديتنا الكثير من الأموال، ناهيك عن كمية الشكاوى علينا، وسمعة رياضتنا أمام العالم أجمع، ومنها معقل كرة القدم (الفيفا) الذي وصلته العديد من المطالبات للاعبين لم يستلموا حقوقهم من بعض الأندية التي استكانت لرغبات الجماهير وتعزيز تواجدها الرئاسي في النادي، بعيدا عن مصلحة النادي، أو تركه يغرق في ديونه، ويتحملها من يأتي لاحقاً، والتساهل سابقاً مع البعض (والاستثناءات) للبعض والدليل أن بعض المطالبات مستحقة منذ سنوات، ولم تغلق. والسؤال كيف تمت لتلك الفرق عملية التسجيل وقيد اللاعبين الأجانب والمحترفين، ومن منحهم تلك الخصوصية لاستمرارهم دون رادع ودون عقاب. عدم الالتزام باللائحة الأساسية للأندية الرياضية والتعاميم المنظمة للنواحي المالية، أجبرت وزارة الرياضة على اتخاذ قرارها القوي تجاه إدارة نادي النصر، وهو حل مجلس الإدارة وإسقاط عضوية رئيسها صفوان السويكت، مع منعه من الترشح لرئاسة النادي، طبعاً بيان الوزارة كان واضحا تماماً، وذكر مخالفات الإدارة؛ ومنها شيكات بدون رصيد، وعدم الرد على استفسارات الوزارة تجاه العديد من القضايا. السؤال هنا.. أين عدالة المنافسة من استمرار النصر في المنافسة والمشاركة في البطولات والاستفادة من الصفقات بدون تسديد الحقوق من الناحية النظامية؟؟ وهل هناك أندية أخرى قادمة في الطريق لتصحيح مسارها أسوة بالنصر؟ حل مجلس إدارة النصر، لم يكن المرة الأولى، فقد سبق وأن تم أيضاً حل مجلس إدارة النصر في بداية عام 2018 من قبل هيئة الرياضة في ذلك الوقت، أي أن النصر في خلال 3 مواسم تم حل إدارته مرتين، وهذا يدل على عزم المسؤولين الرياضيين على تصحيح مسار من تهاون مع الأنظمة، أو خالف تنظيماته بعيدا عن الأسماء أو الأشخاص، فنحن في عهد العمل والتنظيم المحترف. العمل المنظم، ليس صعباً على أنديتنا، والدليل أن هناك أندية امتلكت ملاءة مالية وحققت جميع متطلبات وزارة الرياضة، وليست من الأندية الكبيرة، كما يطلق عليها، بمعنى أنه متى ما كان هناك إدارة متقيدة بالأنظمة وتعمل وفقها، وعلى مستواها المالي والفني، فإن النجاح سيكون حليفها، ولن تكون هناك عقوبات ضدها. إضاءات القائد الإداري الناجح، هو من يقود مجموعته إلى اتخاذ قرارات صحيحة في ظروف صعبة، وإبراز إبداعاتهم بدون توجيه، مع العلم والخبرة وتقبل النقد الهادف بعيداً عن المكابرة والتعنت وعدم الاعتراف بالأخطاء.