عقب انطلاق العملية التعليمية في الفصول الافتراضية عبر المنصة التعليمية فإن طلاب محافظة الكامل يواجهون صعوبات في التقاط الشبكة الأمر الذي يدعوهم لتسلق الجبال من اجل مواصلة دراستهم أو السير لمسافات طويلة لالتقاط شبكة الإنترنت. "البلاد" تجولت في محافظة الكامل والقت بعدد من المواطنين والذين أكدوا أن المحافظة تشهد هجرة مكثفة من قبل الشباب إلى المدن، طلبا للعلم والوظيفة، لافتين إلى أن خدمات الانترنت في المحافظة متدنية ما يدفع الطلاب إلى تسلق الجبال لالتقاط الشبكة أو قطع مسافة أكثر من عشرة كيلومترات لحضور الدرس بالمدرسة الوحيدة التي يتوفر فيها اتصالا بشبكة الانترنت عن طريق الأقمار الصناعية التي وفرتها إحدى شركات الاتصالات، نظرا لعدم توفر ابراج جوال بالقرب منها. وأضاف السكان أن هناك بعض القرى تعاني من انقطاع تام للشبكة منها ايهالا والعليا وأحياء لهوكا وغصين والصفية والودية وأم المعن. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر اسماء بعض القرى التي تعاني من انقطاع تام لشبكات الاتصالات والأحياء التي لايوجد بها شبكة وهي ايهالا العليا، حيث ان طلاب هذه القرى يجتمعون في مدرستين إحداهما للبنات والأخرى للأولاد من اجل مواصلة دراستهم . من جهته قال فهد الاذيني إن معاناة أهالي ايهالا العليا ليست وليدة اللحظة بل منذ سنوات طويلة، لافتا إلى ان البنية التحيتة الرقمية أصبحت من مقومات الحياة ، وأن هناك اعدادا كثيرة من المواطنين غادروا من القرى إلى المدن المجاورة حتى يستطيع ابناؤهم إكمال دراستهم. وأضاف عندما يريد أهالي القرى التي لا يتوفر بها الشبكة الاتصال فإنهم بضطرون إلى قطع مسافة طويلة من أجل التقاط الشبكة، خصوصا في الحالات الطارئة ، موضحا أن الدولة أعزها الله لا تألو جهدا في توفير الرفاهية للمواطن وايصال الخدمات له بأي مكان يتواجد به ، موضحا أن عدم توفر الشبكة ناتج عن عدم تجاوب الشركات المشغلة للهاتف والانترنت لمطالب الأهالي. واستطرد بقوله: محافظ الكامل يتابع بصفة مستمرة توفر الخدمات في المحافظة ونتمنى من الشركات المشغلة لشبكة الانترنت ادخال الخدمات إلى محافظة الكامل. واقترح الاذيني أن تقوم شركات الاتصالات بتركيب عربات متنقلة مثل التي يتم تركيبها بجوار الفعاليات والمهرجانات لالتقاط الشبكات، فضلا عن ضرورة تعاون جميع الشركات المشغلة للشبكة لراحة المواطنين. من جهته أوضح المواطن محمد السلمي من سكان قرية الهوكا أن أهالي القرية يسعون لإدخال الشبكة منذ عدة سنوات وقد قامت احدى الشركات بوضع برج في احد الجبال ووصل الارسال لمدة ثلاثة اشهر وبعدها انقطع ولم يعد يصل الينا لأن الارسال لا يتجاوز كليومترين فقط عن البرج مما اجبر أبناءنا لمن لا يستطيعون الذهاب للمدرسة تسلق الجبل المقابل للقرية حتى يستطيعوا مواصلة تعليمهم عن طريق المنصة. وأضاف قمنا بتقديم شكوى لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وللشركات الثلاث المشغلة وما زلنا في انتظار خدمات الانترنت. وأضاف السلمي نحن لا نريد توفير الانترنت من اجل الترفيه بل من أجل أن يواصل ابناؤنا تعليمهم، فضلا عن تنفيذ الخدمات عبر التقنية الذكية. وقال بندر السلمي نتمنى من شركات الاتصالات إيجاد ابراج في المحافظة لأن البنية التحتية الرقمية أصبحت مهمة في جميع مرافق الحياة، لافتا إلى أن خدمات الهاتف الجوال تكاد لا تغطي 90 % من مساحة المحافظة. وإستطرد أن الحي به عدد من كبار السن والمرضى والحوامل ممن هم بحاجة الى التواصل مع ذويهم في حالة الطوارئ، والآن نحن نعيش في ظرف استثنائي بسبب جائحة كورونا وأن الدخول إلى التطبيقات الذكية يحتاج إلى شبكة الانترنت، لذا اتمنى أن تضع شركات الاتصالات محافظة الكامل نصب عينيها. كما أن الطلاب الجامعيين يخرجون بسيارتهم الى أقرب برج لكي يستطيعوا الدراسة وكذلك الطالبات برفقة أولياء امورهن حيث يجلسون من 4 5 ساعات بجوار أبراج الجوال القريبة من المحافظة حتى لا تفوتهم المحاضرات الجامعية عن طريق اللاب توب. كما أن التطبيقات الذكية هامة بالنسبة للمرضى حتى لا ينتظروا في المستشفيات، لافتا إلى انه قام برفع شكوى لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بطلب تقوية برج الجوال الذي يقع خلف الجبل المجاور للقرية حتى يصل الارسال لنا وقامت الهيئة بتحويل الطلب الى الشركة التابع لها البرج وما زلنا في الانتظار حتى الآن. في السياق نفسه أوضح حامد السلمي: منذ أن بدأ التعليم عن بعد حتى الآن مازلت اقوم بايصال ابنائي الى المدرسة وكأننا في دوام عادي. لافتا إلى أن شركات الاتصالات لم تتجاوب مع السكان ما ادى إلى حدوث هجرة مكثفة إلى المدن المحيطة بالمحافظة. من جهته أكد محافظ محافظة الكامل طراد بن فهد البركاتي ل"البلاد" أن المحافظة لم تدخر وسعاً في توسعة وتقوية الانترنت في المحافظة، وقال : لله الحمد إن خدمات الانترنت تحسنت كثيراً في المحافظة ولكنها لا تفي بالمطلوب ونتمنى من شركات الاتصالات تحسين الخدمة حيث أن المحافظة مستمرة في التواصل مع شركات الإتصالات من أجل تطوير الشبكة وسوف نستمر في التواصل معها حتى نصل إلى المستهدف بإذن الله. وكان مستشار خادم الحرمين الشريفين امير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل سبق وأن أكد أن على الجميع الاجتهاد لتحقيق ما هو أسرع للارتقاء بالمحافظات والقرى والهجر والضواحي التابعة لمنطقة مكةالمكرمة، وهو الأمر الذي يحتاج ليتحقق مبدأ التوازن في التنمية إلى جهد المواطن مع جهد المسؤول، وهو ما يوجب أن يكون المواطن الأساس في تنمية المحافظات.