وجهت الولاياتالمتحدة، رسائل ردع تجاه إيران خلال الساعات الماضية على المستوى الرسمي والبرلماني، إذ أعلنت البحرية الأمريكية عن تدريبات مع دول حليفة في بحر العرب، بينما دعا مشرعون في وزارة العدل إلى ملاحقة اللوبي الإيراني الذي يروج لسياسات الملالي ويعمل لصالحها. وقالت البحرية الأمريكية، أمس (الأحد)، إنها ستجري تدريبات بحرية كبيرة إلى جانب بلجيكا وفرنسا واليابان في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن تمرين المجموعة على الحرب في بحر العرب، يتضمن قيام سفن من الدول الأربع بإجراء تدريبات في بحر العرب وخليج عمان، إذ تشارك في التدريبات المشتركة قوة بحرية من الدول الأربع، تشمل حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول، وسفينة الهجوم البرمائية الأمريكية يو إس إس ماكين آيلاند، و لفرقاطة البلجيكية ليوبولد، والمدمرة اليابانية أرياكي، بالإضافة إلى طائرات من الدول الأربع، في تأكيد على ردع أي تهديد إيراني للمنطقة والعالم. وتأتي التدريبات في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بين الولاياتالمتحدةوإيران في أكثر من ملف، أبرزها تخلي طهران عن غالبية الالتزامات التي تعهدت بها في الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية الست الكبرى، أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين، ومواصلة ميليشياتها في العراق استهداف المصالح الأمريكية هناك، الأمر الذي دفع بايدن الشهر الماضي لشن غارة جوية على مواقع للميليشيات قرب الحدود في سوريا ردًا على ذلك، كما تنظر الولاياتالمتحدة بقلق لأنشطة الملالي الخبيثة المزعزعة للاستقرار في المنطقة عبر الأذرع العميلة، فضلًا عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في إيران. وفي السياق، طالب مشرعون في الكونجرس الأمريكي وزارة العدل بالتحقيق في أنشطة دعاية سرية وواسعة يديرها لوبي إيراني على الأراضي الأمريكية للترويج لسياسات الملالي ومحاولة التأثير على قرارات إدارة بايدن تجاه العودة للاتفاق النووي ورفع العقوبات، بما يضر بالأمن القومي الأمريكي. وأرسلت النائبة الجمهورية عن ولاية نيو مكسيكو، إيفيت هيريل، و8 من زملائها، رسالة إلى وزارة العدل تطلب فيها الكشف ومقاضاة أي أمريكيين يتقاضون رواتبهم سرًا لدعم نهج طهران للتأثير على سياسة إدارة جو بايدن والرأي العام الأمريكي حول نظام طهران. وقالت: "تظل إيران واحدة من أكبر التهديدات للولايات المتحدة في المنطقة، من المهم أن نضمن أنهم لا يستخدمون أموالهم بشكل غير صحيح للتأثير على السياسيين وقادة الفكر في حكومتنا"، وتابعت أن "أي تأثير يستخدم لتليين مواقف أمريكا تجاه إيران يهدد الأمن القومي، لهذا السبب كتبت أنا وزملائي هذه الرسالة لحماية أمننا القومي ومحاسبة إيران". ويأتي تحذير هيريل بعد أن ألقي القبض على الخبير السياسي في ولاية ماساتشوستس الأمريكية كافيه لوفولاه أفراسيابي، وتوجيه اتهامات فيدرالية ضده في يناير بالتصرف والتآمر والعمل كعميل إيراني غير مسجل. ويقول المحققون الفيدراليون، إن أفراسيابي صور نفسه كخبير مستقل في الشأن الإيراني خلال مقابلاته الإعلامية وكتاباته، بما في ذلك كتابة مقالين للرأي عن إيران لصحيفة "نيويورك تايمز"، بينما تقول السلطات إنه كان يتقاضى رواتب من طهران لنشر ودعم الدعاية الموالية للنظام. وكشف المحققون عن حصوله على حوالي 265 ألف دولار من قبل بعثة إيران لدى الأممالمتحدة باعتباره موظفًا سريًا يتقاضى أجرًا لنشر دعايته، كما يقول الفيدراليون، وهو متهم بانتهاك قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA). ويدعو الموقعون المشاركون على الرسالة إدارة بايدن إلى إنشاء فريق عمل خاص لتحديد وتعقب واعتقال الرعايا الإيرانيين الآخرين الذين ينتهكون قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، وإنشاء قائمة بالانتهاكات المحتملة وإنشاء وحدة في مكتب FBI للتركيز على عمليات النفوذ الإيرانية، وكذلك التحقيق ومراقبة الجماعات والجمعيات الخيرية ومراكز الفكر التي تحصل على تمويل من حكومة الولاياتالمتحدة لضمان أن أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لا تذهب بشكل مباشر أو غير مباشر إلى جماعات الضغط ووكلاء النظام الإيراني.