ربطت مصادر لبنانية مطلعة بين تصريحات الأمين العام لميليشيا حزب الله، ذراع إيران في لبنان، التي قوض خلالها أساس الحل في البلاد بدعوته إلى تشكيل حكومة "تكنوسياسية"، في دعم لرئيس الجمهورية ضد رئيس الوزراء المكلف، والتوقعات بفشل لقاء يوم غد الاثنين بين عون والحريري، والذي سيكون رقمه 18 في جدول اللقاءات الثنائية بين الرجلين. وأرجعت المصادر إعلان موقف نصر الله بعد الزيارة التي قام بها وفد نيابي ينتمي للميليشيا لموسكو، والذي يتعارض كليًا مع الموقف الروسي الداعم لتشكيل حكومة مهمة من الأخصائيين غير الحزبيين برئاسة سعد الحريري، وهو ما تبلغه الوفد بوضوح خلال الزيارة، بشأن انسحاب الميليشيا من سوريا قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، ما دعاها للرد بوضع مزيد من العراقيل في طريق تشكيل حكومة الحريري. ويتطابق ذلك مع ما نقل عن مصادر في العاصمة الروسية، رجحت أن يكون تعارض موقف ميليشيا حزب الله مع موقف موسكو بخصوص تشكيل الحكومة مرده إلى طلب روسي واضح تبلغه وفد الحزب بضرورة الاسراع بإعادة النظر بوجود وحداته المنتشرة بالاراضي السورية، والعمل على سحب معظمها قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية السورية، لتخفيف نقمة شرائح واسعة من الشعب السوري ضد هذا الوجود، تمهيدًا لتشجيع هؤلاء وجذبهم للاقتراع ، لئلا يؤدي بقاء الوجود العسكري للحزب إلى إحجام الكثيرين منهم عن الاقتراع. وتأتي دعوة أمين عام ميليشيا حزب الله لتأليف حكومة تكنوسياسية بعد أشهر على تعهد الأطراف السياسية بمن فيهم الميليشيا أمام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بتأييد ودعم قيام حكومة مهمة إنقاذ من الأخصائيين، مما يرخي بمزيد من التعقيدات والصعاب أمام تشكيل الحكومة العتيدة. فيما يشدد نواب بكتلة المستقبل على أن الرئيس الحريري متمسك بالمعايير التي اقترحها للحكومة التي سيؤلفها، أي حكومة اختصاصيين، ليس فقط من باب القناعة بكون تجارب الحكومات السياسية انتهت إلى فشل ذريع، بل لأن الدول التي تبدي استعدادها لمساعدة لبنان تشترط بدورها تأليف حكومة من الاختصاصيين، ولهذا لا تراجع عن هذا المطلب. وكرر الرئيس المكلف سعد الحريري موقفه الرافض لتشكيل حكومة سياسية أو موسعة، مؤكدًا أنه لن يرضى بالالتفاف على مضمون ومواصفات المبادرة الفرنسية التي تنص على تأليف حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، ولا يمتلك أي طرف فيها ثلثًا معطلًا، وأن أي حكومة سياسية ستعني نسف المبادرة الفرنسية ، والعودة بالتالي إلى نغمة التمثيل الحزبي والسياسي والثلث المعطل، وهو عمليًا ما يطالب به جبران باسيل ويتمسك به رئيس الجمهورية. وبالتالي تخلص المصادر الى أن الاجتماع المرتقب في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري أصبح بلا طائل.