في ساعات الصباح الباكرة، وأنا بين غفوة نوم وأخرى، أقاوم نداء المنبه الذي يلح علي كل خمسة دقائق لأقوم من سباتي ألتمس الرزق في أرض الله الواسعة.. هناك من غيّر ساعة التنبيه، لازال الوقت باكراً على الدوام، كيف سأعود إليك يانوم..؟ لن أسلّم هاتفي مرة أخرى للصغار.. "ويحكم أيها الصغار" حتى التوبيخ لن ينفع معكم، فأنا على علم أنني 0 .سأنسى الأمر عندما تستيقظون.. أستخدم صيغة الجمع لحجم مكانة ذلك الصغير الذي يعبث ، ثم يأتيني بعيون منكسرة تطلب الغفران، وهو موقن أنه سيحصل عليه، وعلى الرغم من ثقتي بأنه يتم استغلالي إلا أنني أبتسم راضية.. لا ينطبق ذاك الرضا على أموري الأخرى، ولا حتى يشبهها قليلاً، هل نحن من يملك قرار الرضا..؟ أم أن هناك مبررات تجعلنا نقبل بنفس راضية أمورا ونرفض أخرى، نقبل أشخاصا ونرفض غيرهم، نتنازل عن قرارات ونتمسك بغيرها.. أذكر أنني كنت أقدّس النوم بعد حضوري من الدوام، وكنت أصبح عكرة المزاج لو أيقظني أمر ما أو شخص ما قبل أن أحصل على كفايتي من النوم.. اليوم يوقظني المطر ولا أملك إلا أن أستجيب، بل أمضي نحوه ملبية نداءه، تاركة مضجعي الدافئ، استقبل قطراته مهما كانت قوتها وألح عليه أن يبقى.. كم أحتاج المطر ليوقظني حيناً بعد حين، يغسلني من كلي لا يبقي لي ما يحتاج للنقاء سوى ذاكرتي ومكنونات نفسي فهو لا يعرف كيف الوصول إليها.. يغضبني المطر.. فبعد أن فعل فعلته ومضى تركني مع ماتبقى من بعثراته، وكأنه يقول مادام النوم راحل قومي ولملمي عثراتك.. فأجيب : وبأيها أبدأ..؟ يسترني المطر.. فإن رحل تذهب الحجة بأن ما كان يعلو وجهي هي قطراته، فلا أملك إلا أن أربت على نفسي أحتضنها،حتى تعود لنومها قبل أن يأتي المطر.. دقت ساعة المنبه من جديد هذا هو الوقت الصحيح حتى أصحو من نومي.. لم يغيّر أحدهم ساعة التنبيه، لعلي غيرت طرق استيقاظي من النوم وكان من بينها صوت المطر وأصوات أخرى.. في هذا اليوم..! لم يكن صوت المطر. للمتابعة التواصل على emanyahya bajunaid