تقدمت إيران خطوة جديدة نحو "سياسة حافة الهاوية" التي تنتهجها في الملف النووي بالإعلان عن رفض توسيعه ليشمل البرنامج الصاروخي، ودعم وتمويل الميليشيات الإرهابية، ما يصطدم بالمواقف الثابتة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ويشير إلى انهيار وشيك للاتفاق النووي. وسار الرئيس الإيراني حسن روحاني على خطى المرشد خامنئي برفض إعادة التفاوض على الاتفاق النووي ضمن اتفاق أشمل وأوسع، قائلًا: "لن يتم إضافة أي شيء إلى الاتفاق النووي، لا القضايا الإقليمية ولا برامج التسلح الإيرانية"، فيما أكد خامنئي مجددًا على هذا الموقف، أمس، مبينا أنه لا تفاوض حول الاتفاق النووي. وقال روحاني: إن طهران ستنسحب من البروتوكول الإضافي، زاعما أن هذا الإجراء لن يتسبب في أي مشاكل ولن يتم طرد المفتشين، في تناقض واضح بين أقواله السابقة والحالية، حيث تم إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميا، في وقت سابق بعدم السماح لمفتشيها بالقيام بعمليات التفتيش في المنشآت النووية الإيرانية، مع تعليق عملهم. وأبلغ ممثل إيران لدى الوكالة غريب زادة مسؤولي الوكالة ب8 إجراءات لبلاده، من بينها: إنهاء الإعلان عن بدء منشآت نووية جديدة في وقت مبكر، ووقف استخدام التقنيات الحديثة في مراقبة برنامج إيران النووي ووجود الوكالة طويل الأمد في إيران، وتعليق الإجراءات الشفافة حول "الكعكة الصفراء" المصنوعة من اليورانيوم الخام، وهي مادة لصنع وقود المفاعل وكذلك لتخصيب اليورانيوم، ووقف الإعلان عن عمليات التخصيب، ومنع الوصول إلى المراكز التي سمح بالوصول إليها وفقًا للاتفاق النووي، ووقف الإبلاغ عن عملية تصنيع أجزاء أجهزة الطرد المركزي. وتعني أقوال روحاني والخطاب الإيراني لوكالة الدولية للطاقة الذرية، انهيار الاتفاق النووي، وعدم إمكانية عودة الولاياتالمتحدة إليه، فبالإضافة إلى أن الموقف الإيراني يعد تخليا عمليا عن كل الالتزامات في الاتفاق، فإن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أكد أن الخطوة الأولى لفتح القنوات الدبلوماسية مع إيران هي عودتها إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي. وأضاف "علينا أن نتعامل حول قضايا أخرى لم تكن جزءًا من الاتفاق الرئيسي، وهي قضايا كانت إشكالية للغاية بالنسبة لنا ولبلدان أخرى في المنطقة والعالم مثل: برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وأعمال زعزعة الاستقرار في دول أخرى"، في إشارة إلى دعم طهران للميليشيات الإرهابية في العراق وسوريا واليمن ولبنان لضرب أمن المنطقة. وشدد وزير الخارجية الأمريكي على أنه يجب التعامل مع جميع هذه القضايا، لكن الخطوة الأولى هي أن تعود إيران إلى الوفاء بالتزاماتها. يأتي هذا فيما يشير تقرير للوكالة، إلى أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، اقترح السفر لإيران لإيجاد حل مقبول من الطرفين لمواصلة أعمال التحقق الضرورية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أن مواقف طهران وواشنطن على طرفي نقيض بحيث من غير المأمول الوصول لحلول وسط، ويتبقى الإعلان الرسمي عن انهيار الاتفاق النووي الذي بات متوقعًا أقرب من أي وقت مضى.