ليس عيباً أن تتعلم من غيرك، كيفية العمل المتقن والاستفادة من المكتسبات والبناء عليها للعودة للواجهة مرة أخرى. فما يقدمه " القادح " خالد البلطان هي دروس مستفادة في كيفية إعادة البطل بعمل مُمنهج واستراتيجية واضحة بعيداً عن " الهياط " المفتعل "، أو التغييرات العشوائية المبنية على المجاملات، أو العلاقات، أو تصفية الحسابات. فالبلطان قدم لنا فريقا ممتعا فنيا، وأعاد لدورينا وهج المنافسة بعودة أهم ضلوعه " الشباب " وترك لنا مساحة للاستمتاع بالعروض العالمية التي يقدمها في معشوقة الشعوب كرة القدم. وقدم لنا نموذجا يقتدي به في العمل المؤسساتي الرائع؛ سواء في الجانب الإداري، أو الاستثماري أو العمل الفني الإبداعي داخل المستطيل الأخضر. فالجميل في العمل الشبابي أنه مبني على إدراك كامل ووعى وإلمام تام بتفاصيل المنافسة من حيث إبعاد الفريق عن ضغوطات البطولة، وتركهم يلعبون الكرة للمتعة وجعل النتائج تتأتي بإبداع فني، بعيدا عن حمى التنافسية، التي قد تؤثر أحيانا على الأداء داخل الملعب، فهذه الخبرات والحنكة الإدارية التي تميز خالد البلطان عن غيره من رؤساء الأندية. فالشباب اليوم لم يعد منافسا على البطولات فحسب، وهذا أمر تعودنا عليه سابقا؛ سواء من الليث أو من غيره من الأندية التي تصحو موسما، وتغيب مواسم، ولكنه قدم نفسه كمدرسة للمتعة الكروية قادرة على المنافسة لسنوات بفضل العمل الجاد في آلية التعاقدات، وبناء المنظومة بشكل تدريجي مقنن من خلال مكتسبات موجودة فعليا، وإضافات يشار لها بالبنان. فلا خوف على مستقبل الليوث في وجود مروض البطولات " البلطان" وهي فرصة حقيقية، ودروس مستفادة مقدمة بالمجان. والأجمل من الجمال نفسه هو عودة " الشباب"، فمعها نعرف من يتصدر ونعرف من ينافس ونعرف من سيرجع، ونعرف من يحقق البطولات. وقد تكون هذه العودة مزعجة لبعض الفرق التي تعودت على النهوض في غيابه، ولكنها سعيدة حتما لعشاق التنافس والإثارة الحقيقية في دورينا، فتنوع المنافسين والأبطال بالتأكيد، سيكون أكثر نفعا لمنافساتنا، والأكثر تأكيدا، أن منتجاتها ستخدم كرتنا السعودية بشكل عام. فشكرا لإمتاع الشباب بقيادة ناثر الإبداع العالمي " بانيغا "، وشكراً لقائد المنظومة " البلطان " ودروسه التي يقدمها " للفائدة العامة. بقعة ضوء " بانيغا " عندما تتحدث عن الخيارات، يكتفى بذكره.