تحاول تركيا الهروب للأمام بالتصعيد في ليبيا والعراق للفت الأنظار عن انتهاكات الداخل والعقوبات التي تلاحقها جراء سياساتها العدائية في أكثر من ملف. وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، أن أنقرة تعتزم إرسال دفعة جديدة من المرتزقة المنتمين إلى فصائل سورية إرهابية موالية لها إلى ليبيا. يأتي ذلك وسط مطالبات دولية بخروج جميع المقاتلين الأجانب من ليبيا، وفي ظل تولي سلطة انتقالية جديدة إدارة شؤون البلاد ووعلى رأس أولوياتها الإعداد لانتخابات في 24 دسمبر المقبل لاختيار السلطة الدائمة، فيما يعد ملف القوات الأجنبية والمرتزقة العقبة الأساسية في طريق إنهاء الأزمة الليبية. وأوضح المرصد أن التحضير لإرسال المجموعة الجديدة من المرتزقة إلى ليبيا، يتزامن مع تجميد عودة مجموعة أخرى تتكون من 140 عنصرًا. وكان خروج جميع المقاتلين الأجانب من ليبيا أحد أبرز بنود الاتفاق الليبي – الليبي في يناير الماضي، وسط دعوات دولية بتسريع تنفيذ هذا التعهد وكف يد التدخلات الخارجية في الشأن الليبي، وشدد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان على ضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وذلك خلال اتصال مع المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا يان كوبيتش، وأكد لودريان بعد الاتصال على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة ليبية تمثل الجميع وتطبيق اتفاق وقف النار بالكامل. ولم تكتف تركيا بمحاولات عرقلة التسوية في ليبيا، بل تواصل انتهاكاتها في العراق واستهدفت بضربات جوية مناطق في محافظة دهوك، وأكد حزب العمال الكردستاني في تصريحات إعلامية، امس السبت، سقوط 30 جنديًا تركيا في اشتباكات مستمرة مع مسلحي الحزب شمال العراق،وجاء القصف التركي لدهوك وسط استمرار المعارك بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني الذي يتخذ مناطق شمال العراق ملاذا له، وفي الأيام الماضية قتل عدد من الجنود الأتراك في المعارك الدائرة الطرفين، وأعلنت وزارة الدفاع التركية، السبت، قتل اثنين آخرين من حزب العمال الكردستاني في عملية جوية ضمن عمليتها العسكرية في شمال العراق. وكانت وسائل إعلام كردية أكدت وقوع قصف تركي مكثف على سفوح جبل "كاره" وثلاث مواقع في دهوك بشمال العراق. يأتي هذا فيما يستعرض نجم السلة التركي أنيس كانتر والمحترف في الدوري الأمريكي قريبًا جرائم نظام الرئيس التركي رجب أردوغان وذلك ضمن المتحدثين المدعوين للمشاركة في ندوة يعقدها رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي وعضو البرلمان الأوروبي بينا بيسيرنو حول جرائم نظام أنقرة بحق الشعب التركي. وكان كانتر قد وصف النظام التركي ب"الدكتاتور" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو يقمع الإعلام ويدمر المعارضة ويشيطن منتقديه"، وفي المقابل، اللاعب أنس كانتر من بين الذين يطالب أردوغان الولاياتالمتحدة بترحيلهم إلى تركيا بدعوى أنهم إرهابيون تابعون لحركة الخدمة، إلا أن هذه المطالبات لا تلقى صدى إيجابيًا لديها نظرا لغياب أي أدلة على ذلك. ويأتي التصعيد التركي أيضا في ليبيا والعراق، في وقت أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنه سيكون هناك عقوبات على أنقرة والمشاركين في مشروع خط أنابيب نورد ستريم 2، المخصص لنقل الغاز الطبيعي الروسي عبر تركيا إلى أوروبا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، "نحن نراقب أنشطة استكمال خط الأنابيب هذا عن كثب، وإذا حدث ذلك، فسنجري تقييمًا لفرض العقوبات، ولكن دعني أقول، إن العقوبات هي إحدى الأدوات المهمة للغاية التي لدينا، وسنعمل مع شركائنا. الشركاء والحلفاء لضمان أمن الطاقة الأوروبية ضد مثل هذا السلوك المدمر". وأشار برايس إلى أن الرئيس جو بايدن يعتقد أن المشروع هو صفقة سيئة، لأنها تقسم أوروبا وتعرض أوكرانيا وأوروبا الوسطى للتلاعب الروسي.