رسالة القلب التي وجهها وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة قبل أيام حول زيادة رصد حالات كورونا في الفترة الأخيرة لم تكن رسالة تخويفية لأفراد المجتمع – كما يعتقد البعض – بل كلمات ودلالات على أهمية وخطورة المرحلة الحالية ومؤشر على أن وضع الفيروس مازال نشطًا وخطرًا، إذ استطاعت بلادنا – ولله الحمد- خلال الفترة الماضية وبجهود كبيرة في الوصول إلى نتائج مطمئنة نتج عنها رفع الكثير من القيود وسط استمرار الإجراءات والتدابير الاحترازية التي تهدف إلى محاصرة الفيروس المزعج والشرس. حديث وزير الصحة رسالة صريحة وواضحة للمجتمع في الحفاظ على الجهود التي بذلت ومازالت تبذل لاحتواء كورونا ، فالملاحظة التي أوضحها الوزير تؤكد أن هناك تساهلا مستمرا وتراخيا كبيرا من بعض أفراد المجتمع ، وهذا مما لاشك فيه سيعيد المجتمع إلى إجراءات صعبة ويجعل الأمر أشبه ما يكون ب" الصعود إلى أسفل" وتحديدًا مع عودة المنحنى للصعود بنسبة 200 % من أقل نقطة تم تسجيلها في الأسبوع الأول من يناير وفقًا لبيان وزارة الصحة، فالمرحلة الحالية مع إعادة توازن القيود الصعبة جاءت بعد المؤشرات الإيجابية التي كان أبطالها أفراد المجتمع في تنفيذ برامج الوعي المجتمعي، ولكن الآن ومع زيادة عودة الحالات فإن وزارة الصحة ستكون مجبرة على اتخاذ خطوات احترازية أكثر من الممكن أن تكون صعبة نفسيًا واجتماعيًا للأفراد ، لذا فإن واجب المجتمع تجنب التراخي وعدم التساهل والمشاركة الايجابية في محاصرة فيروس كورونا نهائيًا. ومن المؤسف أيضًا نجد أنه منذ التوصل إلى لقاحات كورونا وبدء التحصين في العالم أعتقد بعض أفراد المجتمعات بما فيه مجتمعنا أن فيروس كورونا اختفى، وأن التطعيم كاف لعدم التعرض لفيروسه ، وبالتالي تراجع هؤلاء في عدم ارتداء الكمامة أو تطبيق التباعد الجسدي وخصوصًا عند التواجد في الأماكن العامة أو الأسواق أو الشواطئ والواجهات البحرية وما شابه ذلك، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة فرص التعرض للعدوى ولا سيما أن البعض قد يكون حاملًا للفيروس دون ظهور الأعراض عليه، وهنا تزداد المشكلة أكثر في انتقال العدوى عبر الرذاذ أو ملامسة الأسطح أو عدم تطبيق مسافة التباعد الجسدي. وتبذل الجهات الصحية جهودًا كبيرة في توعية أفراد المجتمع وتحث على ضرورة أخذ التطعيم واستمرار ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي أينما توجه الشخص، فمن واجب أفراد المجتمع التعاون مع جميع الجهات في التقيد بالتدابير الاحترازية والمبادرة بأخذ التطعيم واستمرار تطبيق الاشتراطات الصحية. وأخيرًا.. بالفعل نحن في المملكة لسنا بعيدين عمّا يحصل في الدول الأخرى، وقد يحدث لدينا -لا سمح الله – مثل ما حدث في كثير من الدول، من انتشار أوسع للفيروس وانهيار للنظام الصحي وعدم توفر الخدمة الصحية ، فالأفضل الالتزام وعدم الصعود إلى أسفل ، فكل ما تحقق من ايجابيات في مواجهة كورونا ما كان ليتحقق إلا بفضل الله، ثم بالتزام المجتمع وبدعم متواصل وبذل سخي من قيادة حكيمة جعلت صحة المواطن وسلامته أولاً وقبل كل شيء". وسلامة صحتكم،،