فيما وافق مجلس الأمن الدولي على تعيين مبعوث جديد إلى ليبيا، في خطوة لدفع التسوية السياسة نحو حل للأزمة بين طرفي النزاع، تعقد اللجنة العسكرية 5+5 اجتماعًا جديدًا في مدينة سرت وسط البلاد وعلى جدول أعمالها خروج المرتزقة والقوات الأجنبية، في ظل تحذيرات من الجيش الوطني الليبي من محاولات لتنظيم الإخوان لعرقلة وإفشال المسار. وأعطى مجلس الأمن الدولي موافقته على تعيين السلوفاكي يان كوبيش، مبعوثًا جديدًا إلى ليبيا، بعد أقل من يومين على تقديم ملفه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، مبعوثًا له، خلفًا للبناني غسان سلامة، الذي قدم استقالته في مارس 2020. ويرجع مراقبون تأخير تسمية بديل عن سلامة لعدة أسباب، من بينها موقف الدول الأفريقية التي أصرت على ضرورة تعيين شخص منحدر من القارة لتولي المهمة، وأيضًا لتعنت بعض الدول تجاه اختيار شخصية ربما تضر بمصالحها في ليبيا. وكان كوبيش وزيرا للخارجية في سلوفاكيا، ويشغل حاليًا منصب منسق الأممالمتحدة الخاص في لبنان، كما عمل من قبل مبعوثًا للأمم المتحدة في أفغانستان والعراق. وعلى وقع الجهود الأممية الدافعة لإرساء سلام دائم في ليبيا يعيش الليبيون بين الحذر والتفاؤل في ظل الخلافات السياسية العميقة بين طرفي الصراع على، الرغم من ظهور بوادر إيجابية قد تساعد على حلحلة الأزمة المستمرة منذ سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، خاصة على مسار اللجنة العسكرية 5+5 بين الجيش الوطني وحكومة الوفاق. إلى ذلك، أكد مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، اللواء خالد المحجوب، أن اللجنة العسكرية 5+5 ستعقد خلال الأيام المقبلة اجتماعًا جديدًا في مدينة سرت وسط ليبيا، لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بتاريخ 23 أكتوبر الماضي بمدينة جنيف السويسرية. وأوضح أن الاجتماع سيناقش استكمال الترتيبات الأمنية وتنفيذ البنود المتفق عليها، ومن بينها إعداد الآليات والخطوات التنفيذية على الأرض لفتح وإخلاء الطريق الساحلي بين شرق وغرب البلاد بمسافة تسمح بمرور آمن للمواطنين، وتأمين الطرق بعد فتحها، وكذلك نزع الألغام، كما سيبحث خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من خطوط التماس والمنطقة. وقال إن مسار 5+5 قطع شوطًا كبيرًا، لكن تنظيم الإخوان يحاول عرقلته لإفشاله، مضيفًا أنه من المتوقع تمديد بعض النقاط لأن النص قابل للتعديل والتعامل معه، ومن الممكن التمديد ل90 يوم أخرى، والإرادة في هذه المسألة دولية وليست محلية فقط. وواصل مدير إدارة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة الليبية بأن مسألة فتح الطريق من النقاط التى تم قطع شوطًا كبيرًا فيها، لكن تيار الإخوان يرفض نجاح هذا المسار، و"أعتقد أن الاجتماع القادم سيكون حاسمًا لتطبيق باقي البنود".