اعترفت إيران بتدخلها في شؤون دول المنطقة وتبديد ثروات البلاد على تمويل ودعم الميليشيات الإرهابية، في وقت يعاني الإيرانيون من تدهور أحوالهم الاقتصادية والمعيشية، ما دفع متقاعدي الضمان الاجتماعي للتجمع مجددًا بعدة مدن في 11 محافظة إيرانية، للتنديد بممارسات النظام وتبديده أموال البلاد في دعم الإرهاب بينما الأحوال المعيشية تزداد سوءا. وتباهى المساعد التنسيقي في الحرس الثوري الإيراني، محمد رضا نقدي، بأن بلاده أنفقت على مدى ال30 عامًا الماضية 17 مليار دولار على تمويل الميليشيات ودعم نفوذ طهران في دول المنطقة، ما يؤكد أن نظام الملالي يسعى بقوة لزعزعة استقرار المنطقة. وزعم نقدي أن دخول إيران في حرب سوريا كان من أجل أمنها، معترفا بأن الحرس الثوري الإيراني كان يخفي في البداية قتلاه في سوريا، مؤكدا في الوقت ذاته أن قائد الحرس الثوري الذي قتل في غارة أمريكية قاسم سليماني سافر إلى سوريا بأوامر من خامنئي. وقبل أسبوع، قال الأمين العام لحزب الله، ذراع إيران في لبنان حسن نصر الله،، إن قاسم سليماني بالإضافة إلى توفير الصواريخ والمعدات العسكرية، كان يقدم مساعدات مالية كبيرة للحزب من عائدات النفط الإيرانية بعيدًا عن الأنظار. وتزامنًا، أكد العضو البارز في حركة حماس محمود الزهار، إنه خلال زيارة لطهران في 2006، تسلم حقائب تحتوي على 22 مليون دولار من قاسم سليماني، بينما تقول تقارير موثقة إن إيران تدعم الميليشيات الموالية في العراق بالأموال والسلاح لنشر الفوضى وتكريس الهيمنة الإيرانية، وتنتهج الأسلوب نفسه مع ميليشيا الحوثي، ذراعها في الدولة، لدعم الانقلاب واتخاذ البلاد قاعدة للعدوان على دول الجوار. يأتي هذا فيما عاد شبح الاحتجاجات ليطل من جديد في إيران، وسط أزمة معيشية واقتصادية خانقة يعاني منها الإيرانيون، وتشهد البلاد أزمة اقتصادية طاحنة، فاقمتها جائحة كورونا، والعقوبات الأمريكية التي اشتدت منذ انسحاب الرئيس ترمب من الاتفاق النووي عام 2018، وإعادة انتهاجها سياسة الضغط القصوى تجاه طهران. إلى ذلك، وضعت السلطات العراقية قواتها الأمنية في حالة الانذار القصوى، مشددة إجراءاتها الأمنية لحماية المنطقة الخضراء التي أغلقت حتى الأربعاء المقبل، إضافة الى غلق الجسور المؤدية إليها وخاصة "الجمهورية" المؤدي إلى المنطقة من ساحة التحرير، في ظل تظاهرة، أمس دعت إليها الميليشيات الموالية لإيران في ذكرى مقتل سليماني، فيما أشارت مصادر إلى أن مليشيات الحشد الشعبي أخلت مقارها في بغداد، فيما غادر عدد من قادتها إلى طهران تحسبًا لعمليات استهداف في حال وقوع هجمات على السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية.