كلما نظرت إليها زادت دهشتي بها، فتُرسم علامات استفهام تتراقص حول ملامح وجهها الممزوجة بالبرودة .. برودة استشعرها تسري في جسدي في لحظة ، على الرغم من الابتسامة الجميلة التي تعلو تلك الملامح رغماً عنها .. ابتسامة تدور حولها الكثير من التساؤلات، ليست ابتسامة عادية ابتسامة تملأ الوجه إلى حد المبالغة، وهنا تكمن حيرتي.! تتكرر تلك التساؤلات كلما تقابلنا إنما لا تجرؤ شفاهي على طرح واحد منها، تلح عليّ دائما لكن هناك ما يجعلني خرساء أمام تهديد مسالم يظهر في عينيها وكأنها تقول لي : إياكِ لن أقوى على الجواب، فأتراجع وأبقى مع ذلك الغموض غير الغامض ! على الأقل بالنسبة لي. غموض مفروض.. لكي لا أسمح لعقلي الفضولي في الاستنتاج القابع داخله وأمنعه من الخروج وأجبر حينها على الاعتراف به. في بعض الأحيان تتحول الابتسامة إلى انفجار عظيم من الضحك والنكات السخيفة في مجملها، هي لا تجلب الضحك إنما تأتي بكل ضحكات العالم .. وكثير من الهلاوس الهستيرية، ستار من الانفعالات يحجب خلفه قصصا مختلفة المضمون، مع ترقب شديد من أن يدرك الفاحصون ما يحدث ويفهم.. فحالة الفهم تلك ستكون سببا في انفجار من نوع آخر. أقنعة بكل الألوان وكل التفاصيل كلها تسترجي من هذه النفس أن تبقى صامدة لا تبوح، نتعجب من تعجبنا وكأننا لم نمارس ذلك كأحد الطقوس المهمة في حياتنا.. طقوس تجملنا أمام الناظرين وتخفي ما يجب أن يخفى إلا على الممحصين.. مجرد أن أشيح بوجهي في مكان آخر خطوة أضعف من أن أقوم بها..أتسمر بنظري وأحدق بصورة مزعجة..كمترقب دواخله تحدثه بوجود خطب ما. لا مفر أمامي . هو حل من اثنين، إما أن استجمع شجاعتي وأواجهها..! أو أن أكسر المرآة. صدقني.. جميعنا نحمل نفس المرآة، إنما نتعامل معها بطرق مختلفة قد نحملها معنا أو نعلقها على حائط بالبيت وقد نضعها في مستودع للأغراض القديمة المعدة للاستغناء، إلا أنها تبقى معنا ترافقنا أينما ذهبنا وتتعرف علينا مهما تنكرنا في هيئات أخرى وحتى لو أقنعنا أنفسنا أنا غير موجودة. للتواصل على تويتر وفيس بوك.