بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وبعد موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تم اختيار الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، «شخصية مؤتمر الإيسيسكو الدولي». جاء ذلك أمس عبر الاتصال المرئي لأعمال المؤتمر«اللغة العربية .. استشراف في عالم متحول» الذي تقيمه منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية. وقال الأمير خالد الفيصل في كلمته خلال المؤتمر الذي يشارك فيه رئيسة موريشوس السابقة ووزراء ورؤساء جامعات ومجامع اللغة العربية ومفكرون وباحثون من مختلف أنحاء العالم : "لقد شرفني الله ثم خادم الحرمين الشريفين بخدمة البيت الأمين ، فوهبت حياتي لخدمة لغة القرآن والمسلمين في هذا الزمان والمكان ، كيف لا وهي قمة البيان وهوية الإنسان ، ثم كرمتني منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة بالرباط ، فشكراً لمن كرموني ، وشكراً لمن رشحوني ، ونعماً لمن أيدوني ، اللهم اجعلني ممن ذكر وشكر ، واستفاد من حياته بالعِبر ، وإذا تحدث أفاد واختصر ". ويأتي اختيار سموه شخصية للمؤتمر في دورته الحالية نظير إنجازات وجهود سموه في خدمة اللغة العربية ، وبهذه المناسبة ستعقد اليوم جلسة يتم خلالها التطرق لجهود الأمير خالد الفيصل في خدمة اللغة العربية وتعزيز الثقافة العربية. على صعيد آخر أكدت صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز بن محمد آل مقرن مندوب المملكة الدائم لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، أن المملكة تعد أكبر داعم ومعزز لحضور اللغة العربية في منظمة اليونسكو، عبر مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، الداعم والمحرك الأساسي لخدمة اللغة العربية في مقر اليونسكو. وأوضحت سموها في كلمة لها خلال ندوةٍ افتراضية لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية أمس الأول تحت عنوان (مجامع اللغة العربية ومؤسساتها: الواقع والمأمول)، على هامش الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، أن مساعي المملكة العربية السعودية توجت باعتماد المجلس التنفيذي ليوم ال 18 من ديسمبر ليكون يوماً عالمياً للاحتفاء بلغة الضاد، بمقترحٍ من المملكة ومملكة المغرب الشقيقة التي كانت حينها رئيسةً للمجموعة العربية. وشددت على أن صون اللغة هو صونٌ للهوية والثقافة، وقالت: إن من يتصفح تاريخ الأمم والشعوب، يرى أن ضياع الأمة يبدأ بإضاعتها للغتها، مشيرةً إلى اندثار العديد من الحضارات إلا اللغة العربية فقد ضمن الله عزّ وجل حفظها بحفظ القرآن الكريم، وقالت " نحمل على عاتقنا مسؤولية تعظيمها في نفوس أبنائها، وترسيخ دورها بمد الجسور بين مجتمعاتها فهي الهوية والسبيل لمواصلة بناء صروح الثقافة والحضارة التي بناها أسلافنا، فبصونها نضمن غداً أفضل ". وعرجت سمو الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز بن محمد على محور هذا العام "المجامع اللغة العربية: ضرورةٌ أم ترف"، مشيرةً إلى أن الحاجة للمجامع اللغوية مهمٌة لقيادة زمام هذه المرحلة، ووجودها اليوم أهم مما مضى؛ لازدياد العوامل التي من شأنها تهديد اللغة العربية وانتشارها، مشيدةً في هذا الصدد بجهود مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية ومساعيه الرامية لخدمة اللغة عبر تعليمها لغير الناطقين بها. من جهته، تحدث الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الدكتور محمود بن إسماعيل صالح عن أهمية اللغة العربية وأنها ليست كسائر اللغات، فقد كرمها الله بأن جعلها وعاءً لأشرف كلام وخير رسالة إلى العالمين، وهي اللغة الوحيدة في العالم التي يصبو أكثر من مليار ونصف مسلم إلى تعلمها، واللغة الوحيدة التي لم يطرأ تغيير جوهري عليها منذ أكثر من خمسة عشر قرنًا من الزمان، فهي محفوظة بحفظ الله للقرآن الكريم.