أكد مسؤولون وسياسيون يمنيون أن تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة خطوة مهمة لتوحيد صفوف الشرعية نحو إنهاء انقلاب ميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، وتحرير كامل التراب الوطني، واستعادة الدولة اليمنية، مشيدين بالدور السعودي الفارق في نجاح تشكيل الحكومة، بعد إنجازها لتنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، لتمثل الحكومة الوليدة واستكمال تنفيذ الاتفاق، مرحلة جديدة ومهمة في مسيرة عطاء المملكة المتنوع على الأصعدة كافة، لتخفيف معاناة اليمنيين وتعزيز أمن واستقرار اليمن. فى البداية، قال الدكتور ثابت الأحمدي عضو دائرة الشؤون الإعلامية والثقافية برئاسة الجمهورية، مستشار وزير الإعلام والثقافة، إن الإعلان عن تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة بعد مخاضات عسيرة خلال الأشهر الماضية قد لاقى استحسانًا واسعًا بين الأوساط اليمنية؛ لأنه يمثل حالة من عودة الأمل للشارع اليمني بعد طول ترقب، وبعد طول جدل بسبب تعقيدات القضية اليمنية. وأكد أن الدور الفاعل والأبرز في نجاح مفاوضات تشكيل الحكومة يعود للسعودية، من خلال الجهود الجبارة التي بذلتها، في إطار اهتمامها بالقضية اليمنية التي أولتها اهتمامًا واسعًا وكبيرًا منذ سنوات، منوهًا إلى أن المملكة حاضرة على الصعيد اليمني في كل مراحل التحولات والعقبات التي تواجه الساسة اليمنيين منذ عقود، وهي اليوم تدعم الشرعية الدستورية ضد الميليشيا الحوثية الانقلابية الذراع الإيراني في اليمن الذي يهدد المنطقة بكاملها. وأضاف أن الدور الإيجابي الفاعل للمملكة يتعزز كلما وصل اليمنيون إلى مأزق حاد، ليمثل الإنقاذ العاجل لليمن واليمنيين في الظروف الحرجة، ولولا موقف المملكة اليوم لكانت الميليشيا الحوثية الانقلابية قد تغولت أكثر وأبادت اليمنيين أكثر، وأنه ورغم كل العطاءات والجهود المبذولة من المملكة سابقًا، إلا أن اليمنيين ينتظرون منها المزيد خلال الفترة القادمة وعلى كل الأصعدة، حتى يتمكنوا من دحر انقلاب الميليشيا الإيرانية. ضمانة لوحدة الصف وقال يحيى اليناعي المتحدث الرسمي لنقابة المعلمين إنه بتشكيل الحكومة الجديدة وتنفيذ اتفاق الرياض كاملًا ترسخ المملكة وجود اليمن الموحد، باعتباره الضامن الحقيقي للأمن الإقليمي ولاستقرار شعوب ودول الجوار العربي، وتضع حدا للتقسيم والتشرذم المحفوف بالمخاطر، والذي لا يخدم سوى الميليشيا الحوثية وملالي طهران. وثمن جهود المملكة في رأب الصدع بين الأطراف اليمنية لاستعادة الشرعية وتحرير كل تراب اليمن من الانقلاب الحوثي، لافتًا إلى أن المملكة تدرك أن الدول اليوم في طريقها إلى التكتل للتغلب على المصاعب والبحث عن موقع في النظام الدولي للعب دور فعال وحيوي، بينما تشهد الدول التي ذهبت نحو التفكك حالة من عدم الاستقرار والفوضى تهدد وجودها. وتابع بأنه في ظل جهود المملكة الداعمة، لدى اليمن اليوم فرصة ذهبية للإصلاح بعد التخلص من الانقلاب الحوثي، والبناء على مخرجات الحوار الوطني لإيجاد الحلول الضامنة للشراكة العادلة في السلطة، وتحقيق تنمية مستدامة تعزز أمن واستقرار البلاد وتحسن مستوى حياة ومعيشة اليمنيين. وأشاد حسين الصوفي المحلل السياسي اليمني بدور المملكة في توحيد الصف اليمني وتشكيل حكومة وطنية تلبي احتياجات وآمال الشعب، منوهًا بحرصها الدائم على التصدي للتحديات التي تهدد اليمن وتعبث باستقراره وتهدد الأمن العربي بشكل عام. وأضاف أن التحالف العربي بقيادة السعودية في إطار حماية الأمن العربي، بذل الكثير من أجل حفظ أمن اليمن واستقراره ومواجهة المشروعات الايرانية الإرهابية التي تستهدف الأمن الإقليمي. ورأى عادل الأحمدي رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام أنه بحكمة المملكة وجهودها ومكانتها لدى جميع الأطراف استطاعت أن تجمع الصف اليمني وتنفذ اتفاق الرياض الذى انبثق عنه تشكيل الحكومة، بعدما ظن كثيرون أن فرص التقارب بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي معدومة، وهذا يعد إنجازًا غير عادى لمن يدرك الأوضاع على الأرض. وأشار إلى أن تشكيل الحكومة الجديدة حظى بإجماع يمني من مختلف القطاعات، وعرفان بالجهود السعودية الكبيرة لإعادة لم الشمل اليمني لتحقيق النصر في معركة التحرير الوطني. جهود تاريخية للمملكة وقال سامي غباري المحلل السياسي اليمني إن الجهود السعودية المباركة استطاعت توحيد الشتات المسلح، ووحدت صفوف الشرعية، ليبقى الباغي في صنعاء وحده رافضًا السلم وطريق الحق والإذعان لصوت الشعب وحقه في اختيار من يحكمه، فعندما تحضر السعودية بجهدها الصابر وعملها الصادق الذي لا يلتبسه هوى أو مغنم، فإنها دومًا تلقى كل الترحيب من الناس قبل السلطات، لأنها السعودية أرض الحرمين، الشقيق الذي لا يجور على أشقائه، واليد التي تمنح ولا تأخذ. وتابع بأن اليمن اليوم أمام وحدة تاريخية وطنية، جسدت برعاية الأشقاء الكرام سبيلًا للوصول إلى استقرار كامل الأركان، من أجل استعادة ما تبقى من سلطات الدولة في المناطق المحتلة من وكلاء ايران ومرتزقتها. ووصف أحمد الصباحي مدير مركز المنبر اليمني للدراسات والإعلام إعلان الحكومة اليمنية الجديدة بناءً على اتفاق الرياض ب"الاختراق المهم والنجاح الكبير"، يضاف للدبلوماسية السعودية التي عملت بكل صبر وتأنٍ رغم الظروف الصعبة المعقدة، ولكنها نجحت في الوصول إلى هذه التسوية بين الحكومة والمجلس الانتقالي، وتوحيد الصف تحت راية واحدة والسير نحو تحرير كامل اليمن.