روزان عبدالرؤوف ناجي.. اسم تعرفه كل المهتمات بالرياضة النسائية؛ كونها صاحبة فكرة أول دوري نسائي لكرة القدم، أقيم في جدة عام 2007. بدأت روزان ممارسة الرياضة عبر كرة السلة، مع عدد من الفتيات الشغوفات بالرياضة، ولكن سرعان ما تحول الشغف إلى كرة القدم أيضا، فقررت روزان العمل جديًا؛ من أجل تنظيم دوري مصغر لكرة القدم، يجمع عدة فرق في جدة. طرقت أبواب الجهات المختصة؛ حتى تم تنظيم أول دوري لكرة القدم النسائية في مدينة جدة بإشرافها.. بمشاركة 6 فرق، على ملعب (فاير بول) في شارع الأمير سلطان، واستمر على مدى 5 أيام بواقع 3 مباريات يومياً بمشاركة فرق (الوطن) و(المملكة) و(جدة كينرز) و(كينجز يونايتد) و(النمر الأسود)، و(الأسطورة). ودارت جميع المباريات خلف أبواب موصدة، بعيداً عن الأضواء، ووسط حضور جماهيري نسائي كثيف، تحت رعاية الأميرة مشاعل بنت مشعل بن عبدالعزيز. عن هذه الفكرة، وما صاحبها من أحداث، تحدثنا صاحبتها الخبير المشارك في الأممالمتحدة، ولاعبة كرة القدم روزان عبدالرؤوف ناجي. من أنت وماذا درست وما هو عملك؟ أنا مواطنة سعودية، يسعدها أن تكون في خدمة وطنها ومواطنيها. ابنة إعلامي كرّس حياته للعمل الإعلامي، ويشرفني أن أكون ابنته" روزان عبدالرؤوف ناجي". درست الإدارة العامة بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وأكملت دراستي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وحصلت على الماجستير في العلوم السياسية، وأعمل حاليًا خبيرًا مشاركًا في منظمة الأممالمتحدة بمدينة نيويورك، وأطمح أن أكون سفيرة لوطني. أنت صاحبة فكرة أول دوري نسائي لكرة القدم.. كيف أتتك الفكرة؟ بدأت الفكرة في عام2007، عندما كانت رياضة كرة السلة هي الوحيدة المتاحة للفتيات في جدة. فقلت: لم لا يكون هناك نوع آخر من الرياضات؛ غير رياضة المشي التي لم تكن متاحة لجميع فتيات المجتمع. فالهدف أن تتاح عدة رياضات وتختار الفتيات ممارسة ما يناسبهن منها. بدأت بالبحث عن فتيات يحببن كرة القدم، وفعلا وجدت كثيرات منهن، فعملنا معًا، وبدأنا اجتماعات؛ للبحث عن كيفية الحصول على الدعم الحكومي، وكذلك دعم رجال الأعمال، وبالفعل تم تكوين عدة فرق، واخترنا ملاعب لممارسة هوايتنا في لعب كرة القدم. ولكن أذكر أنه قد واجهتنا بعض الصعوبات مع مُلاك الملاعب؛ في إقناعهم للسماح للفتيات باستخدام هذه الملاعب، التي كانت حكرا على الرجال فقط. ولكن بالعزيمة والإصرار تمكنا من الاستمرار حتى 2011 بفضل شغف الفتيات بممارسة رياضتهن المفضلة إلى جانب دعم محبي الرياضة لنا. ثم توقفت بعدها؛ بسبب ابتعاثي لأمريكا؛ لتكملة دراستي. التقيت بالأمير سلطان بن فهد عندما كان رئيس الاتحاد السعودي والعربى لكرة القدم في جدة، خلال ترؤسه لاجتماعات الاتحاد العربي لكرة القدم، ومعك د. سحر الهواري عضو الاتحاد العربي والمصري لكرة القدم، بحضور الأمين العام وقتها أ. سعيد الغامدي.. ماذا دار بينك وبين سمو الأمير، وهل قدمت له دراسة أو مقترحا عن كرة القدم النسائية؟ بالفعل والدى الذي كان داعمًا لي في كل خطوة، عرفني بالدكتورة سحر الهواري، واستفدت منها معلومات غزيرة عن كرة القدم النسائية؛ بحكم عضويتها في الاتحادين المصري والعربي، وقد أعددت دراسة بسيطة عن الفكرة وإمكانية تنفيذها. وتشرفت بمقابلة سمو الأمير سلطان بن فهد بعد انتهاء اجتماعات الاتحاد العربي لكرة القدم بجدة، وقدمت لسموه الدراسة، وقد أبدى إعجابه بها. صفي لنا شعورك الآن. وأنت تشاهدين ماكنت تطالبين به أصبح حقيقة على أرض الواقع. وقرار سمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي بإنشاء لجنة لكرة القدم النسائية ؟ أولاً الأمير عبدالعزيز بن تركي، هو قدوة لشباب وشابات هذا الوطن، وقريب جدا من فكرهم، وأنا من المعجبين بطريقة تفكير سموه، وإدارته للملف الرياضي في المملكة، في ظل الدعم اللامسبوق من والدنا الملك سلمان، ومن ولي عهده الأمين، وقائد التغيير سمو الأمير محمد بن سلمان. والحمدلله لدينا بنية أساسية جيدة لكل الألعاب الرياضية، واستضافة المملكة لكبرى البطولات الرياضية العالمية؛ ومنها" رالي داكار، والفورمولا 1، والغولف الرجالي والنسائي، وكأس السعودية للفروسية، والسوبر الإسباني والإيطالي وغيرها. أنا كنت على يقين أننا سنرى هذه الخطوة في الوقت المناسب؛ لأن تحقيق الأحلام، يبدأ بخطوة. اليوم نحن نعيش تغيرات جذرية إيجابية وتاريخية في وطننا. هذه الخطوة هي إنجاز، وتطور كبير، يضاف إلى إنجازات الوطن، وسيكون له عائد إيجابي لتحقيق أهداف رؤيتنا 2030. لو عرض عليك الانضمام لهذه اللجنة الوليدة، أو تم فتح باب الترشح.. هل سترشحين نفسك؟ لم لا.. لايوجد مايمنع بتاتًا، وهذا شرف لي. مثل معظم أبناء الوطن الطموح، شغفي هو خدمة وطني، ومجتمعي، والآن ليس هناك فرق بين شاب، وفتاة، فالمجال مفتوح أمامنا جميعا . في 2007، كنت طالبة تحاول اكتشاف خطواتها في الحياة، وفي نفس الوقت تخصيص جزء من وقتي للمجتمع، و خدمة الناس. اليوم أنا أعمل في مجال مختلف، وخارج الوطن ولكن لنفس الهدف الأسمى لرؤيتنا، في مجال المنظمات الدولية. وإذا أتيحت الفرصة بالتأكيد، سأتشرف أن أكون جزءا من تلك اللجنة المنوط بها تطوير كرة القدم النسائية. ابن الوز عوام.. فوالدك إعلامي رياضي كبير.. هل كان له تأثير على تبنيك فكرة الكرة النسائية؟ لولا الله، ثم والدي، ووالدتي- الله يحفظهما- لما حققت أي هدف أو حلم إلى اليوم. فدعم العائلة هو الأساس في أي خطوة، ووالدي كان- ومازال- الداعم الأول لي.