تدهورت العلاقات بشكل أكبر بين اليونان وتركيا أمس (الثلاثاء)، للحد الذي بدأ فيه المشهد يذهب إلى مزيد من التأزم، على وقع استنفار عسكري يوناني، وذلك بعد تصريحات أردوغان العدوانية التي قال فيها إن البحرية التركية لن تتراجع عن مواقعها في شرق البحر المتوسط، في تحد لليونان وقبرص. وبدأت أثينا، أمس، مناورات عسكرية تشارك فيها قواتها البحرية والجوية في البحر الأبيض المتوسط جنوب شرق جزيرة كريت وجنوب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية بالقرب من المنطقة التي أرسلت إليها تركيا سفينة الأبحاث أوروتش رئيس، برفقة سفن حربية، لمسح البحر الأبيض المتوسط بحثاً عن احتياطيات الغاز والنفط. وبالتزامن، توجه وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى اليونان وتركيا، أمس، في محاولة لتخفيف التوتر المتزايد بين الجارتين الحليفتين في الناتو، ولنزع فتيل الأزمة بشأن حقوق التنقيب في شرق البحر المتوسط. وقال ماس، معلقا على تأزم العلاقات بين أثيناوأنقرة، إنه يحمل رسالة قوية خلال زيارته لتركيا مفادها أن: "ألمانيا والاتحاد الأوروبي بأسره يقفان في تضامن قوي مع اليونان". وأضاف "أما الرسالة الأخرى، التي لا تقل أهمية فهي أن الوضع الحالي يتطلب بشكل عاجل وفوري خفض التصعيد والاستعداد للحوار على ضوء الشروط التي يحددها القانون الدولي"، بينما أكد وزير خارجية اليونان، جيوجوس جيرابيتيرتس، "ألا تفاوض مع الأتراك تحت أي ضغط عسكري"، مشيداً بوقوف فرنسا مع أثينا في مواجهة الأزمة مع تركيا. من جهته، دعا وزير خارجية مالطا، إيفاريست بارتولو، إلى محادثات لتجنب التصعيد في شرق المتوسط بعدما دشنت أنقرة حملة تنقيب جديدة، مؤكداً أن عمليات تركيا تؤزم الوضع أكثر. وقال وفقا ل"فاينانشال تايمز": "إذا ساءت الأمور وكان هناك الكثير من العداء، فسيمتد ذلك إلى بقية البحر المتوسط. من مصلحتنا إيجاد وسيلة لخفض التصعيد والبدء في حوار أياً كانت صعوبة ذلك". وفي سياق الإجرام التركي، ذكر تقرير أبرزته شبكة "إيه آر دي" الألمانية الإعلامية، أن الجيش التركي نقل شحنة حربية على متن طائرات من طراز إيرباص إلى ليبيا، وانتهك بذلك الحظر الأممي المفروض على توريد أسلحة لليبيا، فيما يطالب سياسيون ألمان بكشف ملابسات التفاصيل الواردة في هذه التقارير. إلى ذلك، يغلي الشارع الليبي غضباً على حكومة مليشيات الوفاق، مطالبة حكومة السراح بالرحيل الفوري وإخراج المرتزقة من ليبيا، وذلك جراء تدهور الوضع المعيشي والخدمات الأساسية من كهرباء وماء وغيرها. وعمد متظاهرون إلى إغلاق طريق قرقارش الرئيسي في طرابلس بإطارات مشتعلة. ونددوا في هتافاتهم بجلب المرتزقة السوريين الذين تُدفع رواتبهم بالدولار بينما يعاني الليبيون من قلة السيولة وارتفاع الأسعار وتردي الخدمات الرئيسية