سادت لبنان حالة من الغضب والسخط على "حزب الله" ذراع إيران في البلاد، بعد أن أدانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أمس، عضو الحزب الإرهابي سليم عياش في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري و21 آخرين، وسط مطالبات برحيل ميليشيات "حزب الله" عن القرار السياسي اللبناني، وإبعادها عن الحكم. وأكد سياسيون ومراقبون لبنانيون ل"البلاد"، أنه لم يعد مكان ل"حزب الله" وعناصره في لبنان الذي عاثت فيه خراباً وفساداً، واصفين الحزب ب"القنبلة المتفجرة". وقال المحلل السياسي أحمد عياش، أن تأكيدات المحكمة على أن اغتيال رفيق الحريري تم لأسباب سياسية وأن القتلة هم من "حزب الله" تدفعنا للإصرار على القول بأن الحزب بكل امتداداته متورط في هذه الجريمة، وأن لامكان للحزب الإرهابي في لبنان الجديد. وأضاف "الحزب بعد 15 عاماً من ارتكاب الجريمة مر بسلسلة محطات كلها تشير إلى تورطه بصراعات وحروب في المنطقة مثل العراقالبحرين اليمن مصر، إضافة إلى وقوفه وراء الأحداث الكبرى في سوريا، وأن الإدانة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري تضاف إلى كل الإدانات التي تجعل الحزب في مأزق حقيقي ومحاصر في هذه القضايا والملفات الشائكة"، معتبراً أن التهديد باللجوء إلى العنف والسلاح الذي كان واضحاً في آخر خطاب لأمين عام الحزب حسن نصر الله اللبنانيين، هدفه تخويف الشارع اللبناني من أي ردة فعل. من جانبه، قال الباحث السياسي مكرم رباح إن إدانة عضو حزب الله عياش ذكرت اللبنانيين والعالم أجمع بأن "حزب الله" ليس حزبا سياسياً، بل هو أداة تنفيذية للنظام الإيراني، ويضم عناصر إرهابية في صفوفه، مشيراً إلى أنه لا مجال أمام لبنان للنهوض إلا بذها هؤلاء القتلة من السلطة والحكومة اللبنانية. في السياق ذاته، يرى الخبير في القانون الدولي المحامي طارق شندب، أن لهذا الحدث تداعيات كبيرة في الشارع اللبناني، كما يؤسس لمرحلة كشف كل الاغتيالات التي جاءت قبل وبعد اغتيال الحريري. وأضاف "سيتبع هذه الخطوة تحرك من قبل مجلس الأمن، تتمثل في طلب تسليم المتهم الذي وصفه حسن نصر الله مع مجموعة أخرى بالقديسين، وفي حال الرفض المتوقع من الحزب يمكن التوجه لمجلس الأمن لتصنيف مليشيات حزب الله بأنها إرهابية". وأكد رئيس المركز الاسلامي للدراسات والإعلام الدكتور خلدون عريمط أن الحكم الصادر من المحكمة الدولية يؤكد ماهو مؤكد سابقاً بأن ميليشيات حزب الله، الذراع العسكري للمشروع الصفوي الفارسي في المنطقة العربية، ليست مقاومة للعدو الإسرائيلي، إنما هي عصابة قاتلة يحركها نظام الملالي في طهران"، مشيراً إلى أن ميليشيات حزب الله المجرمة لا يمكن أن تكون لبنانية وإنما هي فصيل من فصائل الحرس الثوري الإيراني، الذي يقاتل في لبنانوسورياوالعراق واليمن. ويرى أن حكم المحكمة الدولية ليس إدانة لعناصر من حزب الله، إنما إدانة لحزب الله كمليشيات إيرانية وإدانة لقيادة الملالي بنشر الإرهاب والجريمة في كل أرض عربية وصلت إليها.