نتذكر جيداً قبل 15 عاماً الكارثة المفجعة في لبنان، باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ولا يخفى على كل ذي لب أن تصفية الحريري والقيادات اللبنانية السياسية والأمنية والفكرية، هدفها القضاء على القوى المواجهة للمحور الإيراني في لبنان وأحد أهداف إيران في المنطقة، التدخلات في الدول العربية، وتعيث فساداً في كل الدول العربية بواسطة أذرعها في المنطقة، ومنها حزب الله الإرهابي في لبنان والموجه من قبلها. واغتيال رفيق الحريري الهدف منه واضح وضوح الشمس في منتصف النهار، وهو إزاحة الفريق السياسي المعارض لإيران، واستكمال مشروع الهلال الإيراني الذي تكسر منذ ذلك اليوم. وما يحدث في سورية ولبنان من فوضى وقتل للقيادات وتفكيك للحمة اللبنانية والسورية، هدفه واضح، واللجوء إلى المحكمة الدولية للتحقيق في جرائم اغتيالات لبنان، كانت رغبة من المجتمع الدولي الذي اقتنع حينها تماماً بأن المؤسسات العدلية والتنفيذية اللبنانية خاضعة لهيمنة نظامي إيران وسورية، أو تخشى انتقاماته، بمن فيهم رئيس الجمهورية آنذاك الذي سارع بإعطاء الأوامر لتنظيف مسرح الجريمة ما تسبب في تعطيل التحقيقات. وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن "المملكة تابعت ما صدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي نطقت بحكمها في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، والذي تضمن إدانة لعنصر تابع ل(حزب الله) ارتكب تلك الجريمة الشنعاء"، و"ترى حكومة السعودية في الحكم القضائي ظهوراً للحقيقة وبدايةً لتحقيق العدالة بملاحقة المتورطين وضبطهم ومعاقبتهم". المحكمة الدولية أدانت "سليم عياش" واحداً من أفراد العصابة فقط، يعتبر ذلك بداية لفك شفرات القضية وفتح الباب أمام الحقيقة، وملاحقة أفراد العصابة ممن قضوا في سورية ولبنان، من أشهرهم عماد مغنية بعد ثلاث سنوات من الاغتيال، ولحق به مصطفى بدر الدين خليفته، وهو المتهم رسميا بقتل الحريري. نسأل الله العلي العظيم أن يعم لبنان الأمن والأمان والسلام، بإنهاء حيازة واستخدام السلاح خارج إطار الدولة، بأيدي تلك العصابات الإرهابية التابعة لإيران، والله من وراء القصد.