وسط تقديرات بقرب انتهاء عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمكلفة بالتحقيق في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ورفاقه، والتي أوكل لها أيضا التحقيق في اغتيالات عدد من الشخصيات من فريق 14 آذار لاحقا، أكد مراقبون أنه في حال ثبوت إدانة حزب الله فإن ذلك سيؤثر على ملفات لبنانية كثيرة، كما سيعرض أمينه العام حسن نصر الله وأعضاء بالحزب للملاحقة الدولية. وأشار المراقبون إلى أن المحكمة التي ستعقد جلساتها بين 25 يونيو الجاري وحتى 6 يوليو، ينتظر منها أن تقدم الخلاصات النهائية لفريق الادعاء، وسط ترجيح إصدار حكم نهائي في القضية نهاية هذا الصيف. وكانت دوائر سياسية لبنانية قد تحدثت عن توجيه اتهامات جديدة قد تطال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، حيث من المنتظر طلب حضوره، لأنه لم يتخذ التدابير اللازمة لمنع تنفيذ جريمة اغتيال الحريري بصفته مسؤولا عن الأعضاء الخمسة من حزب الله المتهمين بتنفيذ الجريمة، خاصة بعد الوصول إلى أدلة جديدة تثبت تورطهم في اغتيال الحريري. وكان تفجير كبير قد هزّ وسط بيروت في 14 فبراير 2005، أودى بحياة رفيق الحريري وباسل فليحان و20 مدنياً كانوا موجودين في المكان. وشكّلت هذه الجريمة التي وصفها مجلس الأمن الدولي ب«الإرهابية» منعطفاً في تاريخ لبنان، وتسببت في خروج قوات النظام السوري من لبنان، في نفس العام. مسؤولية نصر الله قال المحام الدولي طارق شندب إن محكمة الحريري محكمة قضائية وليست محكمة سياسية، هناك قرارات اتهامية بحق 5 عناصر من حزب الله في جريمة اغتيال الحريري، وبالتالي لا دخل لها بموضوع العقوبات الأميركية، خاصة وأن نظام المحكمة يحمل الرئيس مسؤولية عمل مرؤسيه، وفي القرار الاتهامي للمحكمة هناك اتهام واضح لعناصر من حزب الله، وتفاصيل حول مشاركتهم في عملية الاغتيال، وحزب الله لم يسلم هؤلاء المتهمين إلى القضاء والى المحكمة، وبانتظار صدور اتهامات أخرى في جرائم اغتيال طالت شخصيات سياسية معارضة للحزب بعيد اغتيال الحريري والمحكمة تنظر فيها، ولذلك فإن أي تسريب لا يمكن الوثوق به، إلا إذا أعلن رسميا في بيانات المحكمة».
إجراءات الإنتربول وأوضح شندب أنه بعد ثبوت الاتهام على العناصر الخمسة من حزب الله أو غيرهم، وفي حال صدر حكم الإدانة، فمن الطبيعي أن يدان حسن نصر الله، باعتباره رئيسا مسؤولا عن مرؤوسيه بموجب قرار المحكمة. وحول تأثير موضوع العقوبات على حزب الله، قال شندب إن القرارات الجديدة المتعلقة به ستترافق مع إجراءات عملية يقوم بها الإنتربول وهو يلزم كل الدول بها في إطار مكافحة الإرهاب، وضمن الحملة العالمية لمكافحة الإرهاب، وبموجب القرارات الدولية بهذا الشأن، ولذلك فالتعاون الدولي في هذا المجال قائم لوضع حد لإجرام وإرهاب يمارسه حزب الله، ليس عبر قتل الحريري هنا بل عبر الممارسات التي يقوم بها في سورية والعراق، والجرائم الأخرى التي يمارسها عبر ميليشيات الحوثي في اليمن، وعبر التنظيمات الإرهابية الميليشياوية الأخرى.