إلى الفنانة المبدعة توحه (فتحية حسن)..إلى مشربيّاتِ صوتها، و نمنماتِ الداناتِ الحجازية. مررتُ؛ بأبوابكم كم مررتُ، نثرتُ على صدرِ أبوابكم لهفةً، و عَتَب.. و كنتُ أغنّي؛ نسيتُ: لجدةَ، أو لبحورِ الطرب!! لها، أو لغمزاتِها، أو لفتنةِ حاراتِها حين تمزجُ داناتِها بالعنب.. فيشربها الساهرونَ بماءِ "رواشينها" ينتشونَ، و في ريقها يعصرونَ الرُطَب.. و مسكٍ محلّى بريقٍ، و ريقٍ له نكهةُ المسكِ؛ تحكي عذوبتُهُ عن طريقٍ مررتُ به؛ كم مررتُ ، و كنتُ أغنّي نسيتُ: أكنتُ أغنّي لها، للعصاري، لشمسِ الحواري، للعصافير بين رطوبتِها تستحمُ، تلمُّ ورودَ فساتينِها وردةً وردةً، ثم تنثرها رَطْبَةً، على شفةٍ طعمُها ماءُ وردٍ تُقطّرُهُ (طاسةٌ) من ذهب.. سبيلٌ هو الماءُ ماؤكمُ سلسبيلُ الغمام؛ فاسقوا السبيلَ، و عابرةً في سبيلِ الهوى: شربةً من غرام.. "يا ناس حرام" مررتُ بكم كم مررتُ: " من عند بابكم" و تحيّرتُ: "و انا أسمع صوت عُودَكم" أيُّ لحنٍ أغنّيهِ؛ إن سُرِقتْ نغمتي في الظلام؟ "يا ناس حرام" كم مررتُ بأبوابِ جدةَ ظمآنةً، و سبيلٌ هو الماءُ فاسقوا عطاشَ الهوى شربةً من هُيام.. "يا ناس حرام"... و مررتُ، تناسيتُ أنّي لذاكرةِ الأمسِ كنتُ أغنّي وقفتُ بأبوابِ جدةَ مشتاقةً؛ فقبّلتُها، و عبرتُ، و حييتُ أبوابَكم، و غَفرتُ؛ و لكنكم: لم تردّوا السلام! * المقاطع بين الأقواس: مقتبسة من أغنية من الفلكلور الحجازي. جدة 6-7-2008