تشهد العلاقات السعودية – العراقية، تطوراً لافتاً يزيد متانتها ويرفع مستوى التعاون الثنائي، بفضل الإرادة السياسية لقادة البلدين وحرصهما على تمتين العلاقة الاستراتيجية التي تتسم بأهمية كبرى على صعيد التعاون الثنائي وقضايا الأمة العربية وتحصين المنطقة من التدخلات الخارجية، وحفظ أمنها واستقرارها. وتجسدت متانة العلاقات في وصول وفد رفيع المستوى للمملكة بهدف تعزيز التواصل بين البلدين الشقيقين على كافة المستويات، بينما أرجأت زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بسبب العارض الصحي البسيط لخادم الحرمين الشريفين، على أن تتم في أقرب فرصة، مع مواصلة أعمال المجلس التنسيقي المشترك بين الجانبين، ما يؤكد حرص البلدين على توطيد العلاقات بشكل أكبر مماهي عليه. ويرى مراقبون أن العلاقات السعودية – العراقية، شهدت تطوراً كبيراً في مختلف المجالات، وتمثل الفترة القصيرة التي تولي فيها مصطفى الكاظمي منصب رئاسة الوزراء فترة مهمة في تطور العلاقات وتبادل الزيارات، في ظل حرصه على عودة بغداد للحاضنة العربية، منوهين إلى أن تحديد المملكة لتكون أول وجهة خارجية له، لها دلالاتها الإيجابية والتي تؤكد أن العراق يعتبر السعودية عمق عربي استراتيجي، وهو ما صرح به أمس ب"البلاد"، المتحدث باسم الخارجية العراقية، مشيراً إلى أن "المملكة عمق العروبة". وتتطلع المملكة والعراق لتكثيف العمل الثنائي بشكل وطيد خدمة لمصالح البلدين والشعبين الشقيقين، من خلال الزيارات الرسمية المتبادلة في ظل تثمين المملكة عالياً اختيار رئيس الوزراء العراقي لها كأول دولة يزورها بعد توليه منصبه، ما يعكس نجاح الدبلوماسية السعودية في ترميم علاقتها مع العراق وفق ميزان العروبة والمصالح المشتركة. وتعتبر المملكة أن زيارة الوفد العراقي برئاسة رئيس الوزراء زيارة عالية المستوى وتحمل لها تقدير واهتمام كبيرين، لذلك تحرص على إتمامها وفق التقدير الذي يستحقه العراق الشقيق حكومة وشعباً، لمزيد من التعاون الإيجابي الذي يخدم مصالح البلدين الشقيقين.