يعرقل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساعي التسوية في ليبيا، كاشفا صراحة عن أطماعه بتأكيد سعيه للسيطرة على مدينة سرت النفطية، مؤكدا أن العمليات العسكرية في هذه المدينة مهمة وحساسة، بسبب وجود آبار النفط والغاز، ما يشير بوضوح إلى سعيه الدائم للوصول إلى مبتغاه ولو على أجساد الأبرياء كما فعل في مدينة ليبية أخرى أزهق فيها آلاف الأرواح البريئة، ويحاول الآن دخول سرت وفقا لقوله بأن قواته تسعى للسيطرة على مدينتي سرت والجُفرة، تمهيدا للتنقيب في البحر المتوسط. وعلى الرغم من تأكيد السفير الأمريكي لدي ليبيا، ريتشارد نورلاند، أمس (الثلاثاء)، تزايد فرص إجراء حوار سياسي في الأيام المقبلة بين الأطراف الليبية، مرجحا إمكانية التوصل لوقف لإطلاق النار قريبا، إلا أن أردوغان يصبح “خميرة عكننة” بين الأطراف الليبية، بممارساته العدوانية في المدن المختلفة، سعيا منه لإجهاض مبادرات السلام. وذكرت سفارة واشنطن لدى ليبيا أن نورلاند التقى برئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، عماد السايح، واتفقا على ضرورة “أن تكون المفوضية مستعدة وأن يتم دعمها بشكل ملائم”، للتحضير لإجراء انتخابات”. وفي حين تعمل أطراف خارجية على لملمة جراح ليبيا، تمهد حكومة الوفاق لمزيد من الانشقاق بمساعدة أردوغان، ممهدة له لنهب خيرات البلاد، وفقا لما أظهرته تسريبات صوتية تدوالها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تحدث فيها السراج عن أن تركيا أدت دورها على أكمل وجه في ليبيا عندما دعمت الوفاق بالمرتزقة والسلاح، والآن حاون وقت حصتها من الموارد الليبية، ما يشير إلى اتفاق بين الطرفين على تقسيم “كعكة ليبيا” وتبديد مواردها وإفقار الشعب، بعد أن ارتكب الطرفان جرائم حرب بحق المدنيين اعترف بها وزير الداخلية التركي فتحي باشآغا. بدوره، ندد رئيس وزراء الحكومة الليبية المؤقتة، المنبثقة عن البرلمان الشرعي، عبدالله الثني، بالانتهاكات الخطيرة في ملف حقوق الإنسان التي جرت على أيدي الميليشيات المدعومة من تركيا، بعد دخولها مدن المنطقة الغربية، مستنكرا ما حدث على أيديها من خراب وتدمير للممتلكات العامة والخاصة. وأشار رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، محمد المصباحي، أن أكثر من 4 آلاف عنصر من جبهة النصرة السورية والمتطرفين الموالين لتركيا دخلوا ترهونة، ما تسبب بنزوح الآلاف من المدنيين، فيما تعرض من تبقوا في المدينة للقتل. من جهته، قال رئيس مجموعة العمل الوطني الليبية خالد الترجمان، إن تركيا تسعى إلى تحقيق أطماعها في ليبيا والسيطرة على الغاز والنفط ، غير مبالية بتدمير ليبيا وقتل وتشريد أهلها، والجرائم الأخيرة لميليشياتها بحق المدنيين في مدن الغرب الليبي يؤكد ذلك، معتبرا أن “إعلان القاهرة” فرصة ذهبية للسلام في ليبيا وعلى الجميع استغلالها.