أدهشت المملكة العربية السعودية العالم أجمع بالإجراءات الأحترازية والاستراتيجية القصوى لأحتواء فيروس كورونا المستجد وذلك باتخاذها آليات منهجية وعلمية لأحتواء تداعيات هذه الجائحة ، ومجددا أثبتت السعودية قدرتها على إدارة الأزمات في كل المجالات، إذ جسدت أزمة فايروس كورونا الذي ضرب العالم أن المملكة باستطاعتها اتخاذ إجراءات احترازية وتدابير وقائية مناسبة مع الحدث والأزمة. ولقد استعدت المملكة مبكراً وبدأت في اتخاذ قرارات شجاعة وحازمة قبل انتشار الفايروس في البلاد، ما يظهر سياسة الدولة ومدى قوتها وقدرتها على التعامل مع الأزمات. واتخذت المملكة قرارات حاسمة هدفها الحرص على سلامة المواطنين والمقيمين والقادمين من خارج المملكة، وأهمها منع السفر إلى الدول التي ينتشر فيها المرض ووضع إجراءات احترازية للقادمين للحج والعمرة وإيقاف التأشيرات السياحية مؤقتاً حتى تتم السيطرة على هذا المرض عالمياً. وقرارات المملكة ليست بمعزل عن التوجه العالمي بحظر التجمعات البشرية، لحماية صحة سكان العالم من انتشار عدوى الإصابة بالفايروس. وتبعت العديد من دول العالم المملكة في اتخاذ إجراءات وقائية احترازية لمنع التجمعات البشرية، منعا لاحتمالات انتقال الفايروس، ومنها تعليق الدراسة حتى إشعار آخر في وقت مبكر سبق بعض الدول الأوروبية، وتعليق الحضور الجماهيري في المناسبات الرياضية. واتبعت المملكة في تعاملها مع الفايروس أعلى درجات الشفافية منذ الإعلان عالمياً عن الفايروس حتى قبل تسجيلها أول إصابة. وفي إطار خططها في ذات النهج من الشفافية والإفصاح، تعقد اللجنة المعنية بمتابعة مستجدات الفايروس اجتماعات يومية بحضور كافة الجهات الحكومية، وتعقد وزارة الصحة مؤتمراً صحفياً يومياً لتسليط الضوء على أبرز المستجدات، باعتبار سلامة قاطني المملكة من أولى أولويات القيادة. خبرة المملكة الطويلة في التعامل مع كل الظروف واحتواء ومحاربة الأوبئة وعزلها يأتي من تجاربها الطويلة في إدارة الحشود والحفاظ على أمنها، ولا شك أن التدابير المطبقة من قبل المملكة لرصد الفايروس عند المعابر الحدودية واحتواء أية حالة قد تظهر هي موضع تقدير دولي وفقاً لبيانات الجهات الدولية المعنية. المجتمع السعودي الطبي يضطلع اليوم بمسؤولية كبيرة في تعزيز الوعي وحماية المجتمع، ويدير مركز القيادة والتحكم، الذي تشرف عليه وزارة الصحة، عمليات طوارئ الصحة العامة بالتنسيق مع إدارات الصحة في جميع مناطق المملكة وبالتعاون مع متخصصين محليين وعالميين، والتواصل الدائم مع المنظمات الدولية في ما يخص أي مرض أو وباء بهدف الاستعداد ومواجهة أي تهديدات للصحة العامة. وحرصت وزارة الصحة على التعاون مع جهات دولية عدة مختصة، بهدف تبادل المعلومات والخبرات، ضمن الجهود العالمية لاحتواء انتشار الفيروس. وأيضاً في سبيل تقديم التعاون الأمثل، وتوفير كافة الخدمات لمواجهة الأوبئة، ومكافحة انتشارها على مستوى العالم،وفي اتجاه ذي صلة، كان التركيز على التجمعات البشرية التي من شأنها نقل الفيروس، ومنها ما يحدث في زيارة مكةالمكرمة لأداء الحج والعمرة، أو زيارة المدينةالمنورة، فحرصت على تقنين تلك الزيارات بما يحمي الزوار والسكان. ولقيت الإجراءات إشادة دولية من منظمة الصحة العالمية، التي أشادت بالخطوات الجادة المتخذة من قبل الحكومة السعودية لحماية شعبها، وكذلك الخبرة والمعلومات التي أمكنها اكتسابها وتراكمها فيما مضى، وجعلها في مقدمة الدول المكافحة للفيروس. لم تقل الاحترازات لمكافحة الفيروس عما قامت به السعودية في المرتين السابقتين اللتين تعرضت فيهما لانتشار الفيروس، إن لم تكن أكثر. ولحرص الحكومة السعودية على تنفيذ أقصى الاحتياطات الصحية لحماية سكانها، وبالتالي المساهمة مع المجتمع الدولي لمكافحة الوباء، أصدرت عدداً من القرارات التي من شأنها توفير أقصى درجات الحماية لزائريها، سواء بقصد أداء مناسك العمرة، أو لغرض السياحة، وبناء على توصيات الجهات الصحية المختصة بتطبيق أعلى المعايير الاحترازية، ومن هذه القرارات: تعليق الدخول لأغراض دينية مؤقتاً، وكذلك تعليق الدخول إلى أراضيها بالتأشيرات السياحية. كما حرصت الجهات المعنية على اتخاذ إجراءات أدق للتحقق من الدول التي زارها القادم قبل وصوله إلى السعودية، وتطبيق الاحترازات الصحية للتعامل مع القادمين من تلك الدول، وهو ما تطلَّب إصدار قرار تعليق استخدام المواطنين السعوديين ومواطني دول الخليج بطاقة الهوية الوطنية للتنقل من وإلى السعودية.