حزمة من الاجراءات الابداعية الاستباقية العاجلة والمتطابقة مع معايير منظمة الصحة العالمية اتخذتها المملكة العربية السعودية بمجرد الاعلان الصيني عن تفشي فيروس كرونا الجديد الذي انتقل الى ايران ومنها الى دول المنطقة حتى اضحى وباءً يجوب العالم ولا يستثني دولة دون اخرى. لم تكن تلك هي المرة الاولى التي تشهد حرصا غير مسبوق من قبل المملكة على سلامة المواطن والمقيم والزائر على حد سواء، فقد اجهضت المملكة تفشي امراض وفيروسات وجراثيم فتكت بالإنسانية على مر العصور، ولنا بالجدري والسل والجذام وانواع عديدة من اعراض الانفلونزا بما فيها كورونا الذي ضرب المملكة قبل سنوات المثل الاعلى حيث جاءت الجهود السعودية في اطار مبدأ ثابت قام ويقوم على حفظ حياة الانسان اينما كان، ولهذا تتواصل المساعدات السعودية لجميع دول العالم في الجانب الاغاثي والصحي قبل واثناء وبعد كورونا ولن يكون اخر تلك المساعدات دعم منظمة الصحة العالمية بمبلغ عشرة مليارات دولار لمواجهة الفيروس الصيني، وارسال شحنات من المعدات الطبية بآلاف الاطنان الى كافة اصقاع الارض، فالمملكة العدو اللدود للإرهاب والارهابيين تبني ولا تهدم وترعى تنمية المكان والانسان وتعمل وفقا لمبادئ الدين الاسلامي الحق وتؤمن بحق الجميع بحياة كريمة ملؤها الطمأنينة لإعمار الارض. لم يكن بمقدور كورونا دخول الاجواء السعودية – بإرادة المولى – لولا التضليل الايراني القائم على تجاوز الاعراف الدولية بتعمد عدم ختم جوازات الداخلين والخارجين من جملة السعوديين، ومع هذا فقد تغلبت العاطفة السائدة متجسدة بمهلة الافصاح بعد اكتشاف محطة انطلاق الفيروس القاتل حيث استجار مواطنو الخليج المتواجدون على الارض الايرانية طلبا لمغادرة ايران الى حيث الرعاية الفائقة المتفردة في المملكة التي كانت ولا زالت محل ثناء عالمي نتيجة الاجراءات الاحترازية التي استهدفت سلامة الانسان رغم التأثير الاقتصادي المشهود على كافة الاصعدة امتثالا لقوله تعالى ( من احياها فكأنما احيا الناس جميعا ). لعلنا امام هالة الاعجاب والتقدير التي ضجت في فضاء العالم ثناءً على الموقف السعودي المشرف نستشعر اهمية تعاون المواطن والمقيم لحصد نتائج الاجراءات والتعليمات المتفردة في اعقاب تفشي الفيروس في دول استخفت بالوباء ونستفيد من التجربة الصينية القائمة على سلوك المجتمع ولا شيء غير هذا السلوك.