مع إطلالة كل صباح جديد تبدأ رنده العمودي قيادة سيارتها في شوارع مدينة جدة، بحثاً عن طلب لراكب توصله إلى المكان الذي يريده، فهي تعمل سائقة أجرة، ضمن التطبيقات الذكية وهي واحدة من بين آلاف الفتيات اللاتي يعملن في الشركات المتخصصة بخدمة التوصيل. تقول رنده أنها تفضّل العمل في الفترة الصباحية، لافتة إلى أنها كانت من الدفعات الأولى للسيدات الحاصلات على رخصة قيادة السيارة بجدة، وتابعت: «فور حصولي على الرخصة فكرت في العمل على خدمة التوصيل، وكان ذلك في بداية الأمر لرغبتي في دعم ومساعدة النساء، ثم استمررت في عملي بعد أن بدأت أجني أرباحاً جيدة خلال عملى في هذه المهنة الجديدة، وتفرغت حالياً لهذا العمل الذي أجمل ما فيه أني مديرة نفسي، اعمل وقتا ما أشاء واتوقف عن العمل حينما أشعر بالتعب وليس لدي دوام وظيفي معين. كنت موظفة وتضيف رنده كنت أعمل موظفة لمدة خمسة عشر عاما، وطوال هذه السنوات لم أشعر بتطوير قدراتي الذاتية وعندما بدأت بقيادة السيارة شعرت انها الوظيفة المناسبة التي حصلت من خلالها على الدخل الذي يرضي طموحاتي بالرغم من حصولي على درجة البكالوريوس ادارة اعمال ولكنني فضلت العمل في شركات التوصيل كما أنني اتحدث عدة لغات بطلاقة ورغم ذلك وجدت نفسي في العمل كسائقة، فالعمل في مهنة قيادة السيارة ليس عملا سهلا وانما هو من الأعمال الشاقة لكنني مصممة على المضي فيه، لافتة إلى أنها تشعر بالتعب في المشاوير البعيدة التي تكون من منطقة إلى منطقة أخرى، فعملي يتطلب التركيز والراحة" وتواصل بقولها: "المرأة تصلح أكثر من الرجل في هذا العمل، لأن غالبية الرجال لديهم أعمال ويمارسون هذه المهنة كعمل إضافي، بينما النساء يعملن بتفرغ وبأوقات أكبر وأكثر مرونة. ونصحت النساء بخوض التجربة، مشيرة إلى أن العائد من هذا العمل مجزٍ، موضحة إنها تجني أرباحا مجزية من خلال هذا العمل. تحديات المهنة وعن تحديات هذه المهنة، بيّنت أن التحدي الوحيد هو أن المجتمع لا يزال منقسماً بين معارض ومؤيد لعمل المرأة في هذا المجال. وتبدو رنده مستمتعة بمقابلة الناس: «أحب ذلك كثيراً، ويلفت انتباهي جدل بعض الركاب حول عملي، وبعضهم الآخر يسألني مباشرة عن خبرتي في القيادة، وحين أخبرهم أني أقود منذ فترة طويلة يبدون شعورهم بالارتياح». وأكدت رندة أن السبب الرئيسي الذي جعلها تتخلى عن وظيفتها وتعمل كسائقة يتمثل في حبها لمواجهة الجمهور بالإضافة الي الدخل الجيد الذي توفره مهنة "الكابتن" عبر التطبيقات، موضحة بقولها " أنني أشجع جميع الفتيات لمزاولة هذا العمل بدلا من الجلوس في المنزل وحصولهن على وظيفة ذات دخل جيد مشيرة الى ان مهنة التوصيل جعلتني اقرب الى الناس ومن خلال تواصلي معهم كونت علاقات جديدة واعدت علاقات قديمة بصديقات انقطعت عني أخبارهن منذ المراحل الدراسية. إلغاء الطلبات وتوصل حديثها انه لم يحدث معها أي مواقف سلبية سواء من الاناث او الذكور ولكن كانت بعض الطلبات تلغى عندما يعلمون ان الكابتن انثى لا اعلم ما هوا السبب الى حد الآن لكن وفي اعتقادي ان الجميع يعتقد أن الفتاة غير متمكنة من القيادة كالرجل لكن وبحمد الله لم اتعرض لأي حادث او إصابات، كاشفة أن الوظيفة المكتبية ذات الثمانية ساعات يوميا تعطي دخلا شهريا ثابتا ومبلغا محددا حيث كنت أتقاضى قرابة 8 الاف ريال شهريا، اما مهنة الكابتن خلال فترات الذروة وساعات اقل من ساعات الوظيفة المكتبية من الممكن أن احصل بواسطة عملي في مهنة التوصيل إلى أكثر من ألف ريال في اليوم الواحد، إذا كانت فترة العمل لساعات طويلة بالإضافة الى عدم وجود قيود في العمل وساعات راحة محددة على العكس اعمل في الوقت الذي اراه مناسبا لي دون وجود مدير أو شعور بالضغط النفسي فأنا مديرة نفسي. سوق العمل وتابعت أنصح الفتيات للتقدم إلى الالتحاق بالمجال الذي يرين فيه أنفسهن خصوصا وأن هناك الكثير من القطاعات فتحت الباب أمام توظيف السعزديات، لافتة إلى أنها حققت طموحاتها وتحلم بأن تكون شخصا جيدا في المجتمع وتحتفظ بحلمها لنفسها لكي يتحقق بإذن الله. واوجه نصيحة لكل من يريد أن يزاول مهنة القيادة وليس لديه وظيفة او سيارة او مبلغ لامتلاك سيارة، أن هناك احدى الشركات الكبيرة المتخصصة بنقل الركاب عبر التطبيقات الذكية توفر مركبات من خلال دفعات ميسرة (بالاقساط) وذلك عن طريق التنمية الاجتماعية ويمكن من خلالها العمل لمدة تسع ساعات لتسديد القسط وممكن ان يعمل لساعات اضافية ويوفر دخله الخاص. حب الرياضة وتستطرد العمودي كنت وما زالت منذ الصغر أحب الرياضة جدا وسبق وان اشتركت في عدد من الأندية الرياضية للتمرين لأن مزاولة الرياضة تشعرني بالسعادة، وفي يوم من الايام كنت موظفة لاحد النوادي وامارس الرياضة بشكل يومي وعلى الرغم من وزني الزائد استطعت أن أخفض وزني نحو ثلاثين كيلوجراما بالرياضة والنظام الغذائي السليم فقط وبعدها اصبحت مدربة سباحة ومدربة غوص وأزاول رياضة الهايكنج والتحدي لمسافات طويلة باستخدام العجلة.