ردعًا لإيران ومليشياتها في المنطقة، جدد وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، تأكيده أمس (الجمعة)، أن بلاده ستتخذ أي إجراء ضروري لحماية قواتها في العراق والمنطقة، وأنها مستعدة للرد مجددًا إذا لزم الأمر، بعد ضربات انتقامية شنتها الولاياتالمتحدة في العراق ضد ميليشيات "حزب الله" الموالية لايران. واعتبر وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن "الردّ على الهجوم الجبان ضد قوات التحالف في العراق كان سريعاً وحاسماً ومتكافئًا"، مضيفًا أن "القوات البريطانية ملتزمة في العراق مع شركائها في التحالف لمساعدة البلاد في مواجهة الأنشطة الإرهابية، وأي طرف يسعى لإيذائه يمكن أن يتوقع ردًا قويًا". وكان 6 أشخاص على الأقل قتلوا ، الخميس، بضربات أمريكية في العراق ضد ميليشيات "حزب الله" العراقية الموالية لإيران، ردًا على هجوم بصواريخ استهدف معسكر التاجي شمالي بغداد الذي يستضيف قوات من التحالف الدولى ضد داعش، وتسبب في مقتل جنديين أمريكيين وثالث بريطاني. واستنكر الرئيس العراقي برهم صالح، أمس، "القصف الأجنبي" الذي استهدف مواقع داخل الأراضي العراقية، معتبراً أن هذا الأمر يُشكِّل انتهاكا للسيادة الوطنية العراقية، محذرًا من أن هذه المخاطر، إذا ما استمرت، قد تؤدي إلى "الانزلاق بالعراق إلى حالة اللادولة والفوضى. وفي الداخل الإيراني، أكد تقرير نشرته صحيفة "ذي أتلانتيك" الأمريكية استعان بورقة بحثية أعدتها آشليغ توايت وآخرون من جامعة تورنتو، أن عدد المصابين بكورونا في إيران يقدر بحوالي 8 ملايين شخص، استنادًا إلى مؤشرات علمية عديدة منها اكتشاف إصابة 19 من بين 311 راكبًا ضمن طائرتي إجلاء للمواطنين الصينيين من طهران إلى مقاطعة قانسو يومي 4 و5 مارس الجاري، حيث يدل عدد الحالات المصابة إلى أن نسبة الإصابة داخل إيران 3.5% أو 5.7 مليون شخص، بينما الإجمالي التراكمي يرفع العدد إلى حوالي 8 ملايين. وأرجع التقرير سقوط عشرات المسؤولين الإيرانيين بين قتلى ومصابين بالفيروس بأن متوسط أعمار كبار مسؤولي النظام يبلغ 70 عامًا، ما يعني تزايد فرص إصابتهم بكورونا. وفي دلالة على بلوغ تفشي كورونا مرحلة خطيرة، دعا الجيش الإيراني، أمس، إلى إخلاء الشوارع في أرجاء البلاد خلال ال 24 ساعة المقبلة، فيما أعلنت وزارة الصحة عن وفاة 514 بفيروس كورونا وإصابات تجاوزت 11 ألفا، وهي أرقام كذبتها المعارضة مؤكدة وفاة حوالي 4 آلاف وإصابة أعداد هائلة من الإيرانيين. وفي إطار كشف تقصير النظام في حماية أرواح المواطنين، اتهم نائبان إيرانيان، منظمة الخطوط الجوية الإيرانية وشركة مملوكة للحرس الثوري بالتسبب في انتقال فيروس كورونا إلي البلاد، حيث قال النائب بهرام بارسائي: إن الخطوط الجوية الإيرانية والشركة من أوائل المتهمين بدخول كورونا إلي البلاد، وأيده ممثل شيراز في البرلمان بالتأكيد على أن الطرفين اللذين لم يمنعا الرحلات الجوية إلى الصين، هما أول المتهمين في قضية تفشي كورونا. اتهامات النائبان الإيرانيان أضاف لها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مزيدًا من المصداقية، قائلًا أمس الجمعة: إنه "كان على خامنئي أن يحمي الشعب الإيراني بدلًا من ترك الرحلات مفتوحة مع الصين"، مؤكدًا أن "خامنئي يكذب على الشعب الإيراني ويسجن كل من يحاول توضيح حقيقة كورونا"، وذلك ردا على مزاعم المرشد الإيراني بأن فيروس كورونا يمكن أن يكون سلاحًا بيولوجيا ضد إيران. وأضاف بومبيو في تغريدة على "تويتر": "كما يعلم خامنئي، كان أفضل دفاع بيولوجي هو إخبار الشعب الإيراني بالحقيقة عن فيروس ووهان عندما انتشر إلى إيران من الصين"، وتابع: "بدلاً من ذلك، فإنه (خامنئي) أبقى على رحلات "ماهان إير" ذهابا وإيابا إلى مركز البؤرة في الصين، وسجن أولئك الذين تحدثوا عن ذلك بصراحة". وفي سياق فضح محاولة نظام طهران استثمار كورونا للحصول على تمويل من منظمات مالية دولية لتوجيهها لميليشياته في المنطقة تحت ستار مكافحة الفيروس، حذرت زعيمة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة لنظام الملالي، مريم رجوي، صندوق النقد الدولي من الاستجابة إلى طلب النظام الإيراني بتمويله لمكافحة فيروس كورونا، وطالبت بتقديم الدعم مباشرة إلى المستشفيات والأطقم الطبية، مشيرة إلى أن المساعدات في حال تقديمها لنظام طهران سيتم سرقتها لدعم المليشيات في المنطقة.